يُشوّقُني برق من الحي لامعُ
لعل به تبدو الربى والمرابعُ
وحيث طرا عرف النسيم إذا سرى
تذكرت ماتحويه تلك المواضعُ
لاني على التذكار مازلت والعاً
ومازال قلبي نحو ليلى ينازع
عرفتُ الهوى لكن جهلتُ فعاله
وكيف وقد ضمّته مني الأضالعُ
إذا لعلع البرّاق وهنا من الحمى
صبا القلب وانهلت عليه المدامعُ
كفى مقلتي قرحا على زمن مضى
وأيام أنس كنت فيهن رائعُ
رعى الله هاتيك الديار وأهلها
وحيا رباها حيثما القلب والع
بها طيبات الحي يرتعن في الـضحى
ويسحبن ذيل اللهو والحسن بارعُ
يهيجن للمصب العميد لواعجاً
ويظهرن للعشاق ما الحب صانعُ
بوادي النَّقابين العقيق وحاجر
منازلُ تحميها الرجالُ المصاقعُ
لقد كنتُ في تلك الأماكن راتعاً
ولم أحتفلْ يوماً بمن هو قارعُ
إلى أن مضت ذيـك الأويقـات فـاعترت
فؤادي همومٌ مالها قَطّ رادعُ
فيارب داركني بلطفك إنني
ضعيف القوى والسقم في الجسم ذايع
تحمَّلتُ أحمالاً بها أط كاهلي
فياربُّ كن للقسم مني مانعُ
وقرّب إلهي ما ارتجيه فإنني
صبرت ونار الـشوق بـين الأضالعُ
أورّي بسعدى ثم ليلى وإنما
مرامي خفيٌّ غير أني أصانعُ
ومهما أباح الحب دمعي كما يرى
عذولي ينازعني هناك المنازعُ
فمالي وقول الكاشحين وذمّهم
فربي حريص وهو عني يدافعُ
وصل إلهي كلّما بارقٌ سرى
وماهملت في الأفق سحب هوامعُ
على خير خلق الله صفوة ربنا
نبي الهدى من للخلائق شافعُ
مع الآل والأصحاب ما قال شيق
يشوقني برقٌ من الحي لامعُ