يالَيْتَ مَـنْ وَعَـدَتْ بالْوَصْل لَمْ تِعـدِ
وَلَمْ تَجَرِّعْ فؤَادي عَلْقَمَ الكَمَدِ
يَدٌ عَلَى مَـْدمَعِي الجـاري تُكَفْكفُـهْ
لَـيْلاً واخْرَى تَضُمُّ الجُرْحَ في كَبـدِي
نَظرتُ للـنَّجْم أشْكُو طُـولَ فُرْقَتِهَا
وَالـدَّمْعُ يَنْتَزعُ الآهَـاتِ مِنْ جَلَـدِي
وعُدْتُ للنَّفْس أبْكيهَا وَأسْألُها
مَتَى يَطُلّ عَـلَى المُـشْتَاقِ صُـبْحُ غَدِ
وَقَلْتُ لِلّيْل لَماّ طَالَ موْقِفُهُ
لاَ طَالَ مَـسْرَاكَ مِـنْ بَعْدي على أحَـدِ
وبَيْنَ جَنْبي فُــؤادٌ إن أشَرْتَ لَهُ
بالصَّبْر نَـاحَ وَإنْ أوقفته يَزدِ
وَإنْ شَكَوْتَ بهِ قَامَتْ قِيَامَتُــهْ
وبَاتَ يَشْغَل فيَ دَقّاتِهِ جَسَدِي
فَأقْبَلَتْ تَتَهادَى نَجْمَةْ سَطَعَتْ
تُضيءُ آفاقَ دُنْيَا الحُبِّ لِلأبَدِ
حَتَّى سَمِعْتَ لآثَار الخُطَـى نَغَمَاً
حُلْوا كَعَزْفِ عَلَى الأوْتَارِ مُنْفَردِ
فُقْمُتُ أسأل عَنْ قَلْبي الجَريح ومذ
فَتَّشْتُ عَنْهُ بأحْشَائِي فَلَمْ أجِـدِ
فثُرْتُ شَوقَاً عَـلَى دُنْيَا الغَـرَام وَقَدْ
حَمَلْتُ رَأسِي إلى سَاح الهوَى بيَدِي
وما تَهَيَّبْتُ مِنْ وَرْدِ الخُدود وَلاَ
مِنْ نَرْجِس الطَرْفِ أوْ مِنْ ثَغْرهَا الـبَرَدِ
وجَاءَ يِنْتَزعُ القُـبُلاَتِ مِنْ فَمِهَا
شـيْطآنُ حُبي بشَكْل غَـيْرَ مُتَّئِـدِ
لَـوْلاَ رَقيـبَانِ مِنْ طُهْـري وَعِفّتَها
وَعِفّة الحب عِنـدِي خَيْرُ مُقْتَصَدِ