يا طير يا ناشر بضوء باكر
أوحشت بالفرقه غصون الأشجار
فان كنت إلى صنعاء اليمن مسافر
فبالنبي والصالحين الأخيار
أن تبلغ الأحباب سلام عاطر
منا وعنا خصهم بأخبار
وكل أخبار الهوى نوادر
يحمي عليها الما وتبرد النار
وقل لهم يا طير رب سائر
وعندهم قبل به مقيم قد صار
ما بين الأخراص الطوال دائر
وبينما صفوا عليه الأزرار
وشخصهم منقوش في الخواطر
نقش المصور في صميم الأحجار
وذكرهم مذكور بحس حاضر
من غير لا تذكير ولا تذكار
كم نسأل الوصال عساه يخابر
عنهم ونوصيه يوم يسير بأسرار
ومن طمع فينا يعود ضاجر
وهو يقول لولا اختلاف الأنظار
نعم وحق الله لا نناظر
بهم سواهم غائبين وحضار
فليت شعري شي لسان ذاكر
منهم لنا لا يترك التخبار
قد غاب عن الخاطر فدونه استار
فان هو الواقع فله نظائر
والحب يا طير الغصون غرار
وإنما حاشا الوفا لصابر
في بعدهم لا خيروه ولا اختار
إلا غصب ماذا عليه ناصرذ
ولا معه قدره ترد الاقدار
سار الزمان باول وجا بآخر
والصب واقف في الفراق محتار
لا هم معه في صحبة المسافر
ولا استقرت به معهم الدار
وكم يصابر نفسه المصابر
وكم يخرج للموانع أعذار
والعمر عاره والمعير مصادر
للمستعير إنه يرد ما عار
والله على جمع الغريب قادر
والكل في قبضة عزيز قهار
أو أن ما غاب عن سواد ناظر