يا حارس البن في الوادي
يا راهِبَ اللّيلْ في الوديان
غنيْتْ بينَ الجبال شادي
بِلَهْفَةَ العاشقَ الولهان
في نغمة الغُنْوَهْ
لَواعِجَ الأرواح
السَّمْعْ لِلخَطْوَه
وِهمسةَ الأرياح
والعين للصحوه
حتى عـلى الأشـباح
والقلب للصبوه
في عالمِهْ سرَّاح
بالحب والنشوه
وبالحنين يلتاح
خلك بعيد في الجبل غادي
غادي بقرب النجوم سهران
يقول: يانود يا نادي
ليتك رسول يِحْمِلَ الأشــجان
نود الجبل يسهر
وقبلما يسري
يِحْزُبْ ويتعطر
بالصَّعْتَر البري
غاوي ويتمشقر
بازاب ويتمرى
للعاشقين يجهر:
"رسول وبايسري"
والشادن الأحور
يوصـيْهْ ويِتحَرِّي
يا نود يا نازل الوادي
مَسْراك في الوادي الأخضرْ
نسم على المحرس البادي
فوق الحقول والجَنَى الأحْمَر
هفهـف عليهْ وِاحـذرْ
حارس وليل أسود
تسمع نمر يزأر
الليل ومن؟ فاشتد
ومِنَّه اتْجَوَّرْ
جاور أمان يا جد
وقل: رسول أحضر
من الرشا الأغيد
سلام يتصدر
وحب مالِهْ حد
سلام يِنْسَحْ مِنْ المَفْجَر
يِسبلْ من فَجَّة الوادي
والحب لك يا الفتى الأسمر
مِنْ حاضر الناس والبادي
مَنْ يِحْرسَ الوديـان
والبُنّ في حقلهْ
والكاذي الريان
والحب والغله
يِحْمي حِمَـى الأوْطـان
والحق في فعلِهْ
والله مِعِه يَرعاه
ومن عشق باحساس
بَدْريَّةَ الغُرَّهْ
عطرية الأنفاس
مهرية الطرهْ
لابـاس عليه لا بـاس
من حب ما يكره
والحب شَرَع الناس
وحكمة القدره
والله مِعِهْ يَرعاه