أقفزي من قمة الطود لاعلى الشّهُب
وادفعي في موكب النّورِ مطايا الـسحب
واستقلي كوكباً يزهو بأسنى موكب
فلقـد مَزّقْـت عن نفسي كثيف الحجب
ولقد حَطّمتُ أصنام الـدجى المنتخب
وهوى البرجُ عـلى أوهامه والكذب
وأنبرت بي في المدى أجنحة الليـالي المتعب
يا بلادي لم أعد أسطورةً في الكتب
لم أعد من ألف ( ليلة) ليلةً من عجب
لم أعد أنقاض مجدٍ في ضمير الحقـب
لم أعد أدفنُ دمعي في رغام الغيهب
لم أعد طيفَ خيال بالرؤى مختـصب
أو أنيناً راعفَ الجرح بصدر مجدب
أو نشيداً مخجلاً يضحك منه الاجنبي
أشرق المسعى.. فللنور شذىً من مطلبي
والسّنا يغمرُ أفْقي وطريقي الذهبي
يا بلادي يا نداءاً هادراً يعصف بي
يا بلادي.. يا ثرى جدي وإبنـي وأبي
يا رحيباً من وجودي .. لوجودٍ أرحب
يا كنوزاً لا تساويها كنــوزُ الذهب
اقفزي من ذُروةِ الطود لأعلى الشّهُب
أقفزي.. فالمجدُ بسّامُ السَّنا عـن كَثَـب
أقفزي.. فالمجدُ ما دان لمنْ لم يثِب
يا بلادي .. كلّما أصبرتُ ( شمسانَ) الأبي
شاهقاً في كبرياءٍ حرّةٍ لم تُغْلَب
صحتُ : يا للمجدِ في اسمى معاني الرّتَب
يا لصنعاء انتفاضاتِ صدىً في يَثْرِب
يا لردفان الذي فجّرها من لَهب
يا لبغدادَ التي تهفو لنجوى حلـب
يالأوراس لظىً في ليبيا والمغرب
با لأرض القدس يحمي قدسَها ألفُ نبي
يا لنهر النيل يروي كلّ قلب عربي
فأملاي كأسَك من فـيض دمـائي وأشربي
يا بلادي.. يا بلادي يا بلادَ العرب