(حميني - مبيت)
يابدر طالع؛ على الكون اعتليت
قمر مُكَمَّل؛ تِدَوَّر، واستوى
ليتك ترفّقْت بي لما رميت
قلبي؛ فسهمك تقَنَّصْني سوا
ايقظتني للمحبَّة، واكتفيت
ما هكذا فعْل؛ من ذاق الهوى
لا أنت للعاشق -الظامي سقيت
ولا أنا تُبْت؛ من حُبَّ الغوى
قد كنت أغلقت بابي واستراح
القلب من عشق ربَّات الحجابْ
لكنك انكيت بي كل الجراج
وصار للحب عندي ألف بابْ
ماشي على من عشق مثلك جُناح
وفي هيامي عليك؛ عين الصَّواب
إن طال نوحي لاجلك واكتويت
يَهْنا لي العيش في نار الجوى
من سكرتي فيك حاشا لا افيق
لأنني ما خُلقت، إلا اعْشَقَكْ
وإن غوى القلب أو ضل الطريق
هداه- يابدر- مبسم بارقك
وما تأوَّهت من كربه وضيق
الا جَلَتها عذوبة مَنْطِقَكْ
اليك وجَّهْتْ رُوحي وارْتَضَيْتْ
وكُلّ عَاشِقْ؛ إلى ما قد نوى
لا البيض مثلك؛ ولا السُّمُر الــدُّرَرْ
يا اخضر تميَّزْت بالطرف الكحيل
من مازج الليل، في الصبح الأغَرْ
واعطاك تختار لونك يا جميل
من ذَوَّب المسك، في ضوء القمرْ
واسقاك يا وردي الخد الأسيل
كأنك اخترت لونك وانَتقيت
من معدن الحسن، أجمل ماحَوى
لولاك ما كنت صدَّقت المقالْ
بإن صنعاء حَوَت كل الفنون
فالغُنُجْ، واللّطف فيها والدَّلالْ
وروعَة السحر؛ في أحلى عُيُونْ
حولك تجَمعْ؛ وعاد كَانَكْ هلالْ
صغير، وأشتن؛ في حسنك شنونْ
لو قالوا الناس عني؛ قد غويت
وهمت بعدك فيا مَحْلى الغَوَىَ