يـارعى الله أيام في تلك الربوع
واجتماعي بنعسان الأجفــان
فبخدي على سالف اللقيا دموع
وبقلبي بلابل وأشـجان
وزماني على عودها لي هو منوع
وبصدري من الشوق نيران
وانت ياغصن مايس اما آن الرجـوع
للقا فالتعطف للأغصان
فمحلك سويدا فؤادي والضلوع
فانصف الـصب يابـدر شعبان
فالبدور ياحبيبي عوايدها الطلـوع
فاستمع لي شكا صب ولهان
قد أحليت قتلة وذلة والخضوع
وتركته مكابد للأحـزان
وجعلت البلايا والأكـدار له دروع
ومدى الليـل مضنى وسهران
لم يطب له زمانه ولا طيب الهجوع
بل مسامر مناجي مكيوان
لا تسليه نغمة بلابل أو سجوع
أو سماع المزامير والألحـان
بالجفا قد رميته وبالهجران تروع
فهو مسكين مدهوش حيران
زاد هيامه وشوقه وزاد فيه الولوع
قد سحرته بهاتيـك الأعيان
إن رعى الـبرق تـشجية وميضه اللموع
وينادي أيا برق نعمان
قل لـسيد الغـواني اذا لك به جزوع
يترك الهجر فالوصـل قـد آن
وأسأله بالذي رقص الطير في الفروع
يرحم الصب لا كان من خان
فالهوى له قوانين وكم له من شروع
فارفع الهجر واحزم ببرهـان
ويعجّل بذا الوصل فالأنسان هلـوع
وله الأجر من رب ديان
وانتظر مايفيمدك من الوصل أو قنوع
حسبي الله من كل إنـسان