يا أنتي أبكيتي صوت الرباب
يا دمعتي بليتي وجه التراب
يا لوعتي عذبتي حتى العذاب
ومهجتي كم ضاع فيها شراب
كأنها رملي وربعي الخراب
إلى الهوى والحب قلبي التوى
من فجر أيامي وصبح الشباب
وحينما عودي قوى واستوى
فصلت أشواقي لعمري ثياب
مسكين أنا مسكين قلبي غوى
إذا سمع للحب داعي أجاب
وكلما حاسبت قلبي سوى
أتى يغالطني ويثني الحساب
وان قلت قد أقفلت باب الجوى
فتح لقلبي فيه عشرين باب
وان قلت قلبي من هواه ارتوى
حسيت في حسي جفاف التراب
وان قلت تمينا كتاب الهوى
أمسى الهوى عندي يؤلف كتاب
وحيث مر الغيث والسيل سال
إذا رآني الورد قلي تعال
خذ لك ندى عندي وخذلك ظلال
محال أن يروى فؤادي محال
يكفى ضمأ خلي الضمأ للرمال
يا ورد قلبي ما ارتوى من جمال
قد طال عهدي بين الأغصان طال
أختار لي منها الغصون الطوال
وا ساريات الغيم تحت الشهاب
تلبس الدنيا حرير الضباب
قولي لمن خلى فؤادي وغاب
لا الشوق خلاني ولا القلب تاب
هيمان حتى لو سكنت السحاب
لأصبحت قيعان فيها سراب
فهل أتى حبي لقلبي عقاب
أو أن إحراقي بشوقي ثواب