موسوعة الغناء اليمني تجريبي

هو الحي

هو الحيُّ إنْ بُلّغِتَه فاقصدِ الحانا

وحيِّ الأولى تلقاهُمُ فيه سُكّانا

ومرِّغْ خودودَ الذلّ في مِسْكِ تُرْبهِ

وَحصْبائه وانثرْ على الدُّرِّ مرجانا

فثمَّ البناتُ العامريّاتُ رُتّعٌ

به والحسانُ البابليّاتُ أعيانا

غصونٌ من الباناتِ يحملن نرجساً

وورداً وعنّابا ويُثْمِرْنَ رُمّانا

معاطيرُ لامن مَسِّ جام لطيمةٍ

وأذكى شذاً من مسكِ دَارينَ أردانا

من اللاّءِ ما عِيْبَتْ عليهنّ خُلّةٌ

سوى نَهْب أرواح المحبّين عدوانا

أوانسُ كالأقمارِ يُسفرن في الدجى

ويَسْمَوْن أنّْ يدنين منهنّ نُدمانا

حواضرُ آدابا وتيها ورقةٌ

أعاريبُ إنْ حاورن نطقا وتبيانا

تديّرنَ حيث الحسن ألقى جِرانَه

وحيث بزوغُ الشمس من نحو شمسانا

ولي من أوْلاكِ الفاتناتِ حبيبةٌ

على شكلها لم يَخْلُقِ الله إنسانا

كتمتُ هواها واتخذتُ لحبِّها

وتذكارها في السرّ سُوراً وعمرانا

ولم أدرِ لولاها بأنَّ الهوى هُدى

ولا عاد كفري بالمحبّة ايمانا

وما غَرْسُ هذا الحبِّ إلا التفاتةٌ

بها اشتعلت منّي الجوانحُ نيرانا

نظرتُ إليها وهي فَضْلٌ وقد بدت

محاسنُها للعينِ معنى وجثمانا

ولم أنس لّما أنْ راتني وعاينت

على لوعتي من شاهدِ الحالِ عنوانا

تنفَّستِ الصعدا وقالت متيَّمٌ

كساه الضنى من صبغةِ الوجدِ ألوانا

ولكنَّها من غير ذنب تنكَّرت

عليَّ وأولتني صدوداً وهجرانا

على أنّني والشاهدُ اللهُ ليس لي

مرامْ ينافي ما به الشرعُ أوصانا

وإنّي لِمَن غيرِ الحديث مبرّأ

وإن وَسْوَسَ الواشي براءةَ صفوانا

أأبقى كذا مالي إلى الوصل حيلةٌ

ولم أستطعْ لا قدّر اللهُ سلوانا

فكم نحوها وجّهتُ من ذي فطانة

لشكوى الهوى طوراً وللعتب أحيانا

وحاولتُ أن ترضى بكلِّ وسيلةٍ

وقربّتُ لو شاءت لها الروح قربانا

فقالت لهم:نِعْمَ الفتى غير أنّه

غريبٌ وأنَّي للغريب بلقيانا

مساهمة بواسطة [موسوعة الغناء اليمني]
أضيفت بتاريخ 1/7/2022
أرشيف اليمن مبادرة غير ربحية بواسطة لؤي أمين
موسوعة الغناء اليمني بدعم من عمرو العامري، عرفات مصلح، غاطس بامسلم وآخرون..

شارك الصفحة: