هذا فمُ.. أم شَفَقٌ أحمرُ
ينفح منه المسك والعنبرُ
ونهرُهُ السائلُ.. هل سائلٌ
يُشفي بريَّاهُ.. ولا ينهرُ
تساءل العنقودُ في نشوة
جناه هل يُقْطَـفُ أم يُعْصَرُ
وتمتمت بين الربى وردة
تومي إليه وهي تستفسرُ
من صاغه؟ هل ريـشة أبـدعت
تصويره.. أم قوة أكبرُ؟
مدّورً في صنعِهِ محكمٌ
زِيْن به اللؤلؤ والجوهر
ففي ثناياه وفي ظَلْمِهِ
شهدٌ.. وخمرٌ للنهى مسكرُ
وأيّ ثغر رام تقبيلَه
يُحْرَقُ بالنارِ ولا يشعرُ
رباه: هذا الفمُ ياقوتةٌ
وعاشقُ الياقوت هلْ يعذرُ
رباه: هذا الفم أعجوبة
وفتنة جن بها عبقرُ
بي ظمأ يهفو إلى رشفِهِ
يعجز عـن إطفائه الكـوثر