نفس على برحى الشوق أطويها ولوعة بت أبديها وأخفيها
ومقلة كلما كفكفت عبرتها صوناً لحبك يعصيني ويجريها
يامن وهبت لها روحي لترحمها فعذبتها وجدّت في تجنيها
رفقاً بروحي فروحي في يديك وإن شئت روحي يا روحي فرديها
دومي على العهد مني باليسير ولا تنسى لييلات وصل غاب واشيها
ولا تناسى عهوداً قد بسطت لها كفاً خضيباً لايمان تثنيها
قلبي يحدث نفسي أن عهدك لم يدم كعهدي فيشجيها ويبكيها
ما تذكرين وقد أمسى مبيتك في حجري وزندي على عطفيك ألويها
أمصّ منك لساناً مصه لفمي أشهى عليّ من الدنيا وما فيها
وحين غنيتني شعري فأطربني وصفي رياض جمال بت أجنيها
بنغمة منك مهما رمت أسمعها رفقها والحيا يابا فيخفيها
فنيت من يوسفي الحسن مستمعاً لنغمه لم يكن داود ملقيها
وحين ما رفعت كفي قناعك عن سوالف بت من وجدي أفديها
فراقني لؤلؤ رطب على وجن يهوى شقيق الربا لو كان يحكيها
كأن خديك إذا بدا حياؤهما طلا حكى الطل تمثيلا وتشبيها
صحنان من لؤلؤ الأصداف قد ملا راحاً علاها حباب في أعاليها
فبت اشتم ورداً طله عرف من روضة دمع عيني كان يسقيها
وحين ملت إلى الأزرار أفتحها أحل عنك شوقاً لم تحليها
وملت سكران القيت وجهك في حجري وقلت حياء وبه حليها
بانه بالله لا تنسى تشوقنا إليك عطشاً وليس الماء يرويها
أما أنا لم أخن عهدي ولي كبدي يا منيتي وعهودي لا تخونيها
يا قرة العين يا نور الفؤاد ويا معشوقة النفس يا اشهى أمانيها
يا من يزيد اسمها كما جرى بفمي طيباً على الطيب يا من لا أسميها
يا من أغالط جلاسي إذا ذكرت وإن ذكرت سواها كنت أعنيها
يا من تلوت اسمها أرقى به كبدي وليس إلا اسمها المكنون يرقيها
لا ترتضي بدلا مني فما رضيت نفسي بديلا ومن ذا عنك يسليها
ولو صبا البدر من أفق السماء إلى وصالها شيقاً ما كان يصبيها
شقي بعينيك قلبي وانظري كبدي وكيف يصنع أشواقي بباقيها
ومهجتي فتشيها إن رأيت سوى هواك وسرك المكنون يثويها
فعذبيها بنيران الصدود ولا ترثي لها وهجراني أذبيها
أما الفؤاد فدار أنت ساكنها وصاحب الدار أدرى بالذي فيها
تهفو على زورة نفسي فامنعها والشوق ينشر أحشائي ويطويها
وتشتهي نظرة عيني فأصرفها خوف الرقيب وكف الشوق يثنيها
فكيف لي باللقا يا منيتي فلقد أضنت بحبك أشواق يعانيها