نسيم أنا قد عرفتك بالشذى والشميم
إبّان مسراك من صنعا محل النعيم
فهات بالله صِف للمستهام الكليم
ما حمَّلوك أو توصُّوك أهل ودّى القديم
فما شرى البرق من نحو أرضهم في البهيم
إلا وباتت تشعل فى ضلوعى الحميم
والله إنّى من الشوق طول ليلى أهيم
ومن فراق الأحبّة فى العذاب الأليم
فيا شجونى وأشواقى لتلك الديار
ويا عنائي لطول الليل وضيق النهار
فيا دموعى ألا فيضى كفيض البحار
قد قلَّ صبرى وظل الشوق لى كالغريم
ولى قُليب أنت تعرف رقته يا نديم
والله ما يشبهه في اللطف إلا النسيم
يصبو إلى وصف معسول الثنايا الكحيل
شويدن البَر برّاق الخُديد الأسِيل
وقد سكن في سويدا مهجتى في الصميم
حبه ولولاه ما جسمى نويحل سقيم
يا ريم صنعا فدت شمس الضحى طلعتك
لا طيب للعيش إلا أن أرى غُرّتك
فآه لهفي إلى كم شاتكون فرقتك
متى يرينى مُحيّاك السميع العليم