ورأيتُهُ ما مثلُهُ بشرٌ سواهْ
قد أشرقتْ قـسماتُهُ فــيما أراهْ
الحمد لله الذي فينا اجتباه
بصفائه ونقائه فينا اصطفاهْ
فالشمسُ في كبدِ الـسماءِ توهجتْ
بضيائهِ بدرٌ تجلّى في سماهْ
حتى النجوم تواكبتْ وتـضرّعتْ
أن تُقتنى بالنورِ واقتبستْ سناه
وتجمّعتْ فيه الفضائلُ كلُّها
وكذا المحاسنُ، هل فـمٌ أوفى وفـاهْ؟
هو يوسفٌ أخذ المحاسنَ جلَّها
فزها جمالا والنزاهةُ مجتناهْ
بيضُ الفوارسَ أرسلتْ باعيانِهِ
لمعانَها عيُن المها أخذت سجاهْ
والغصنُ والأزهارُ من أفنانِهِ
هذا القوامُ وتلكمو هي وجنتاهْ
مثلُ اللجينِ صفاؤهُ ما أنعمهْ
سبحانَ من صاغ القـوامَ ومن حباهْ
فيه اعتدالُ الــرمحِ ربي أحكمهْ
إذ لا ترى عوجاً به في محتواهْ
والنحلُ لو جادت بأجودِ حلوِها
ما كان من ترياقِـهِ أخــذتْ حـلاهْ
هذي الطيورُ الـشاديات بشدوِها
قد أسكرتْ وبصوتِهِ حتـى الجفاهْ
وشجاعةُ الفرسانِ من أوصافِهِ
في عِشْرةٍ طوبى سمتْ زادتْ حـلاهْ
غضبٌ قِلَىً ما تاك من أعرافَهِ
لا يعتريهِ ولا انتقامٌ من سِمَاهْ
ذو معجزاتٍ ما انتهتْ بزمانِهِ
قرآنُهٌ هو حجةٌ دوماً تراهْ
من معجزاتِ الله في قرآنِهِ
هو خالدٌ ما باطلٌ بيديه جاهْ
من فضلِهِ كلُّ الخلاَئقِ خلتُها
حُلَلاً من الرضوانِ أتى اكتساهْ
هل خلتنى هـذي الأمـاني رمتُها؟
أو هل بعيدٌ للمحبِّ وقـد رجاهْ؟
هي نطفةٌ ربي اصطفاها فـارتقى
شرفاً بها في آدم حتى اصطفاهْ
وتناقلت صلباً لصلبٍ في ارتقا
في الأنبياءِ ونسلِهم ثمّ اجتباهْ
قد كـان في الإثنـينِ ميلادُ الهدى
بربيعَ في اثني عشْرةٍ من مبتـداهْ
من أجلِهِ وكرامةٍ طول المدى
حفظ الـبلاد و كعبةً سحق الغزاهُ
أما اسمه فمحمدٌ أو أحمدُ
أسماؤه لم يحصها أي الحصاة
فالمصطفى ياسين طهَ الأمجدُ
هادي الأنام ومثله واذكرْ كناهْ
فأبوهُ عبد الله واذكرْ جدَّهُ
هو عبد مطلبَ بْـن هاشمَ في ارتقـاهْ
والأم آمنةٌ قتْ ياسعدَهْ
هي بنتُ وهـب أصلُها عـالٍ رقاهْ
واليتمُ كان لحكمةٍ من ربِّهِ
حتى يرى إحساسَهُ كيـفَ ارتآهْ
بكفالةٍ من جدِّهِ وبعمِّهِ
نشأ اليتـيمُ معززا فــيما ابتغــاهْ
وحليمةٌ سعديةٌ كانت لهُ
رضّاعةٌ، مـن ربِّهِ كـان انتقاهْ
فالخيرُ صار بأرضِهم وأتـى لهْ
بيديهِ سيد الغا معتذرا تـراهْ
طَهُرَ الفؤادُ بشقِّهِ من علِّهِ
في حين أن غسلَ الملائكُ ما اغتـشاهْ
فحليمةٌ عادت بِهِ لكفيلِهِ
لما رأت وأخافها ما قد عراهْ
وبرعيه الأغنام معْ أترابه
بطفولةٍ من عمره لـيرى عناهْ
ثم التجارةُ شغلُهُ بشبابَهِ
من ربِّنا تأهيلُهُ فـيما اقتـضاهْ
هذا رسول الله هادي خلقه
يوم القيامة هل شفيعٌ لي سواه؟
أدّى رسالته بإخلاص لها
فمبلَّغٌ ومبلغٌ فيما أتاه
قاد الأنام بحكمةٍ وبحنكتهْ
ورجاحةٍ في عقلـه ربّي حباه
شهدت له أعداؤه بقيادتهْ
من عبقري في الدهاء له دهاه
فمعلِّمٌ من غير تعليم بداً
ولفهمه من ربه كان اهتداه
في دينه للعالمين بدا الهًدى
وكسا الوجـود شمائلاً ومحا طغاه
نشر الهدى هادٍ له بين الورى
فإذا الخلائق ترتوي شغفاً هواه
حل السلام بكوننا كلٌ يرى
لا ظلم في الإسلام ليس به سفاه