سائل الموج والندى والندامى
كيف ذبنا عند اللقاء غراما
حينما عربد الجمال طليقاً
وانتشى الكأس بهجةً وانسجاما
وتهادى على الرمال ملاكٌ
ملء عينيه لوعةً وهياما
فعـلى الـدرب صـدفة اوجدته
والتقى الإلفُ والأليفُ وهاما
صدفة زفّتِ الهنـاء جزافا
كأس راح كانت لهم إلهاما
فاشدُ يا قلبُ بـالغرام وغنِّي
وارسل الشَّجوَ والجوى أنغاما
صورةٌ في الخيال كانت سراباً
ثم أضحت حقيقةً لن تـضاما
ذاك عهدُ الهوى تولّى سريعاً
وقضى الدهر بالنوى يا هياما
فوداعاً إلهامَ روحي وقلبي
وعلى الحبِّ والغرام سلاما
وإذا ما لممتَ بالشط يوما
وهلال السماء بدراً تماما
وحفيفُ الرياح تعزف لحناً
من بعيدٍ على الرمالِ ترامى
اذكري لحظةً عهودَ رفاقٍ
في ليالٍ من الزمان يتامى
واسألي الليلَ والندى عـن أمـان
كيف صارت من بعدنا أوهاما
واسألي الرملَ كيف شِدنا قـصوراً
كيف أضحت بعد التنـائي ركاما
ذاك عهدُ الهوى فحجـّي إليه
وأطيلي الوقوفَ عاماً فعاما