ما ضاع حق وما خاب الرجا فينا
يا أم بلقـيس أو خابت مـساعينا
نحن الذين استعار المجد قامته
منَّا، وجاورت الجوزا عوالينا
ونحن من وهب التاريخ غرّته
ومزَّقت ظلمة المـاضي مواضينا
ونحن من أرضع الألباب حكمتها
وصاغ للقوم من أخلاقهـم دينا
السابقون إلى علم، مآثره
تحكي صنائع أمجادٍ ميامينا
الناصرون لدين عزَّ خاتُمه
واختار-وهو رسول الله- وادينا
من ذا يفاخرنا أو من يطاولنا
إن حاضراً أو بما يحويه ماضينا
سلوا العروبة عن حُلـم يراودها
تناولته بإصرارٍ أيادينا
وأعلن اليمن الميمون وحدته
حبا، تسيجه قربى تآخينا
وأخصبت بذرة الـشورى كـأن بها
من دوح بلقـيس، أطيابـاً ونِسْرينا
إن يبلغ اليمن الميمون غايته
وما تخلّف عن ركب المجدّينا
فقد حباه إله الكون مكرمة
ولاح نجم (عليٍّ) من أمانينا
قد صاغه الله من عدلٍ ومرحمة
تعم بالخير قاصينا ودانينا
يكفيه إنجازه للوعد، ما نطقت
لـسانه، أو تعالى صوت داعينا
فذاك بترولنا، تعلو مشاعله
وتلك وحدتنا، ضمّت تلاقينا
وفي حمى (مأرب) التاريخ قـد بعثـت
على يديه حضارات تنادينا
وهاهو اليوم يتلو في مسامعنا
آيات نصر إلى العلياء تدنينا
وقد أعادت (حنيشاً) حكمة حفظت
أمنا، وكم صفّدت عنّا شـياطينا
يا أم بلقـيس إن فاخرتٍ فانتخبي
مِنّا(عليـاً)، ويكفـيهم ويكفينا
هو الحسام إذا ما ذاد عـن وطـن
وهو السلام إذا ما شاد نادينا
ما دمت قائدنا يابن الكرام
على المكارم والأمجاد يثنينا؟!
ولن تضيع حقوق أنت حارسها
ولن ترى الأرض غِرّاً شامتاً فينا