يا أيّها الطريقُ الوعر بالأئمّةِ الذئاب والولاةْ
والعساكر المدججين بالظلامْ
ويا مسالكَ الأحزانِ والأشواكِ والآلامْ
إليك قادمون
وفي رقابنا حبال الشَّنْق
لا نخاف الموت
مذ عرفنا قيمة الأحلام
مذ عرفنا قيمة الدماء في عروقنا حين تروي الأرض
فتستفيق خضرةٌ واغنياتٌ ضاحكة
وبسمةٌ على شفاه الزمن المصلوب في أعماقنا
الزمن الطالع من توثّب الأجيال
الزمن المحال
ليلٌ طويلْ
يمتدُّ كالأفعى، وفي عروقنا يعومْ
ليلٌ طويلْ،
يلفَّنا، يلفُّ حلمَنا الجميلْ
ويَنْفُثُ السُّمومْ!!
ليلٌ ثقيلْ
ليلٌ تغطّيه الغيومُ الداكنة
مسحوقةٌ في عينه النجومْ
طليقةٌ في صدره مخالبُ الرياحْ
تَجْرف في تيارِها الصباحْ
وتَجْرف البذورْ
وتَقْلع الأشجارَ من أعماقِها.. وتَقْلع الجذورْ!!
أَوَّاه في أعماقِ فَجْرنا الجديدِ تَرْقص الأشواكْ
وجسُمنا المكدودَ بالأثقالْ
وفي دمائنا النضّاخَةِ الواعِدَةِ العطاء
يعشّش الهلاكْ
متى تجيء ساعةُ الفكاكْ!
وَيَخْرج الشعبُ العريقُ من كهوفِ نومه!!
ويحرق الشباكْ
وموجةُ الظّلام اغْرقَتْ شواطئَ الأحلامْ
شاراتُنا اختفت، واختفت الأعلامْ
ولم نَعُدْ نرى!!
فكيف نعبرُ الطريقْ!!
ومن يُعيد القاربَ الغريقْ؟؟
إلى متى تظلّ هكذا عيونُنا معصوبةً بالزيفْ
إلى متى الاشباحْ
تسوسُنا بالخوفْ!
فَلْيُصْلب الفم الذي يقول.. نستكينْ
مَهْما يَكُن فَلَنْ نظلّ صاغرينْ
ففي مَرارةِ الخُضُوع، في سَكْرةِ اليأس المريرْ
يَغيضُ نُوْرْ
يَفِيضُ نوْرْ
يضيءُ دربَنا الممتدَّ للأمامْ
ولا يعود للوراءْ
ولن يعودَ للوراءْ
يافرحةَ الشعب العظيم بثورَتِهْ
ببدء سَيْرِ عزَّتهْ
بنضالِهِ الدؤوب في التغييرِ والتطوير والبناءْ
من أجل أن يحقّقَ النَّماءْ
ويخلق الرخاءْ
دُمْتَ لنا سبتمبرُ العظيمْ
دمت لنا يافجرنا الأثيرْ
ياحُلْمَنا المشدودَ للمستقبل البهيجْ
دُمتَ لنا ياحبَّنا الكبيرْ
دُمْت لنا عيداً.. وشعلةَ انتصارْ
ياقدراً نركَبُهُ في لجةِ الإعصارْ
نُغالِبُ الأهوالَ والأخطارْ
نَمْضي به مِنْ فَرَح.. لفرح نسابقُ النهارْ
في رحلةِ النهارْ..