حيث الماي للغصن الظامي روى
حيث الطير عن اهل اللوعه روى
حيث الغصن يتدل لما التوى
حيث الورد للزهره يشكي الهوى
حيث الطب لنفـسه لاقى ثَمَ دوا
حيث الأنس تم في اعلى مستوى
حيث النرجس الساهر يشكي السهر
يعكس في جفونه اضواء القمر
يتفرج ولا يشبع كأنه انبهر
يتفرج وكم لك كم من شهر مَرّ
والأعوام تتلاحق تعرض صور
والمسكين على وقفه ما قط هوى
حيث الأرض مفروشه بالإخضرار
ثَمْ حيثما النظر يمتد كأنه قطار
أيـش الفلم حـين يعرض كله بوار
ثَمْ حيث الحقيقه تلمسها نهار
مش في ليل تحلم تتمادى الحوار
في يقظه نسير سيره فوق الهوا
حيث الجو زرق زرقه صافيه
كم ذَكَّر بكحل العين الساجيه
حيث السهم ما يخطى قطعا نيه
بحر ازرق سبح بالعين الرائيه
هيه والشعر والشاعر والراويه
خلاهم جميعا في الغبه سوا
حيث الجنة الخضراء بين العقـول
مش فوق الجبل الاخضر أو في الحقول
حيث الفن من قلبه صَّرح يقول:
يا ضايق من الـدنيا شرّف وجول
ما يوصل هنا إلاّ من عمره يطول
يا من زارنا لاقى فوق ما نوى