" صوموا تصحّوا" يا بني الإنـسانِ
إنَّ الــصيامَ مُثقِّــفُ الأبدانِ
وهوَ الصفاءُ لكلِّ روح شفَّها
أنْ ترتقش لمنازلِ الرضـوانِ
وهو التولهُ في العبادة طاعةٌ
ومذلةٌ للواحدِ الديّانِ
وتطَهُّرٌ للنفس من زيغ الهوَى
وتسامِقٌ لِمَعارج الإيمانِ
هو جُنَّةٌ مِن كلِّ إثم داهم
وهو النجاةُ لطالب الغفرانِ
وهو الوجاءُ من النـوازع كلِّها
هوَ بلسمُ الأدواء والأدرانِ
حيا بشهر قد تجاوزَ خيرُهُ
كلَّ المدى بشهادة الفُرقانِ
فاغنمْ فضائِلَهُ طَوالَ حُلولِهِ
فكأنَّما هوَ رحلةٌ لِثَوانِ
يكفي بأنَّكَ لو ظفرتَ بليلةٍ
حُزْتَ الخـلاصَ وجنَّةَ الرحمَن
ولذا تخيَّرَهُ الودودُ لَخِلقِهِ
وكأنَّما هو مصطفَى الأزمانِ