لي في ربي حاجِر غُزيّلَ أَحوَر .. مِثلُ القَمَر
أَبلَج جبينه كالصَّباح يزهر .. إِذا سَفَر
ريقِه وَأَنفاسِه ضرب وَعَنبر .. صغرِه دُرر
مَن شاهده قال ذا قَمَر مصوَّر .. ماذا بشر
أَهوى اعتِناقي لِه وَضم قدِّه .. وَأَشتاقُ إِلَيه
وَأَميل إِلى صَدرِه أبوس نَهدِه .. وَأَغار عَلَيه
وَأَلثم أَقدامِه أَصون خَدِّه .. وَأَلثَم يَدَيه
وَأَقنَع بِطيفِه في الكَرا إِذا مَر .. وَبالنظَر
فمِه وَتَقبيلِه وَعَرف نَشرِه .. تَشفي الضَّنى
آه لَو أُقبِّل وَجنتِه وصغرِه .. حلو الجنى
وَلَو أَهِب صَدري فويق صَدرِه .. نِلتُ المُنى
وَأَنا عَلَيه مِنّي أَغار وَأَحذَر .. ما أَقضى وطر
مِن كُلِّ قَلبي أَعشقه وَأهواه .. ما أهوى سُواه
حَري عليه ما أَحسنه وَأَحلاه .. ما أَحلى هَواه
هَواهُ أحرق مُهجَتي وَلولاه .. ما قُلتُ آه
أَذاب قَلبي المستهام وَأَسعَر .. لَمّا هجر
كَم أَشتَكي ظلمِه وَجور حُكمِه .. فَلا يُجيب
أَكتم هَواه في مُهجَتي وَكَتمِه .. يُضني يُذيب
وَأَقول بَعض الناس وَأخفي إِسمه .. خَوف الرقيب
ما حيلَتي حبِّه عَليَّ مقدّر .. كَيف الحَذَر