لاشيء ينفض الحياة..
غربتي تجمدت خطاها
وحملقت في عتمةٍ غريبةٍ من العدم
كأنها تنظر في فراغها إلها
أو انهياراً لصنم!
أهذه نهاية المطافْ؟؟
في وحشةٍ مقفرةٍ حتى الأم!
الفجر فيها والمساء
كلاهما عندي سواء
وللزَّمانِ وقفةٌ أخيرةٌ
تلبّد السكونَ بالعدم
وشمعتي اليتيمة التي ترفّ في الضلوعْ
تهاب حتى نَفَساً من الهواء
لأنها قد سفحَتْ كلّ الدموعْ
وخفقها يعدّ لي ثوانِيَ البقاء
إذا فإنّني أموت
ويوميءُ الخريفُ كي يَحْمِلَ تابوتي الشتاء.!
يا إخوتي
يا كلّ ما أتركه بعد الرحيل
هذي حروفي .. لن تموت .. لن تموت
مستحيل!
لا.. إنّها أنتم.. تواكبُ الزمانَ .. لم تزلّْعُ
توز الغلالَ للأجيال جيلاً بعد جيل
وتفرشُ الطريقَ بالأملْ
وتزرعُ النجومَ في ليل السُّراة التائهين
وتصنعُ السطورَ جسراً للحيارى المتعبين
لأنّ أيامي التي حرثتُها..
وما حصدتُ في مواسم السنين
لكم..لكم يا إخوتي..
على مناكب الشموس صاعدين.!
ياشمعتي اليتيمةَ التي ترفّ في الضلوع
في رعشةٍ من انطفاء
مازال حرفي نابضاً.. يفيض بالضياء
ويشعل المرافيء القريبة الرجاء
لإخوتي في كبرياء...
فاحتضري..
وشيّعي بقيتي الى الفناء
فإنّ أيامي على أرضِيَ لم تذْهَبْ هباء
وإن إخواني لهم في أرضهم فَرْضُ البقاء.!