ليه الجفا يا منيتي ليه الجفا
ليلة صفا جد باللقا ليلة صفا
أنته من اهل الجود من أهل الوفا
أنته دفا البردان يا نعم الدفا
أنت الذي عجز القريض بأن يفي
أوصافك الحُسْنَى فأوجز واكتفى
أنته سلا الباكين مثلك من عفا
وما سواكم في الهوى همزة وفا
وفي اللما من شهدك الصافي شفا
كفى كفى الهجران يا سِيْدِي كفى
وبقربكم قد زال همي انتفى
من بعدكم سِيْدي على الدنيا العفا
أسعى اليكم يا عيوني في الخفا
يا ما أسخف العذال ياما أسخفا
فلا تماطلني ولا تتسوفا
عبدك فسامح إن أساء وإن هفا
لن أبرح الباب عسى ولعلني
أحطى وألقى في هواكم منصفا
صبراً لجور هواك حين أذلني
ليكون في يوم التلاقي احتفا
عطفاً علي فداك إني هائم
دَنِفٌ تعذب في الهوى وتعففا
حاشا أسيرك أن يضام وترتضى
حاشاك أفنى في الهوى أو أتلفا
فعلام ينفي المرء أعراض الهوى
وتثبت الأقدار يوماً ما نفى
طوعاً رضيت فلم أكن متأففاً
كلا ولا أشكو الهوى او أنكفا
فلم تخاصمني إذاً وأنا الذي
لا طالباً حكماً ولا مستانفا
وأرى عذابك في الهوى عذباً فلا
ألقاك ألا بالوداعة والوفا
انت الذي أزرى قوامك بالقنا
وجعلت من عينيك سيفاً مرهفا
ما عبت فيك سوى لحاظك حكمت
فينا سهامها والقوام الأهيفا
وأسلت ماءً في الحسيني سائحاً
ومددت ظلاً في رياضه وارفا
وسقيتني كأس المدامة سائغاً
ودسست حبك في فؤادي فاختفى