أملا الكَاسَ وَشُدَّ الوَتَرا
واَنثر الرَّيحان فَوْقَ النَرْجس
أنَ أنْ نَشْربَ حَتّى نَـسْكَرا
مِـْن رَحيقِ الحُبّ عِنّد الغَلَـس
وَنُغنّي باللّحُون الخَالدَه
مِثْلما يَصْدَح فَوْقَ الشّجَر
عَنْـدلِيبٌ في الليـَّالي الراقِــدَه
في بحَار منْ ضِيَاءِ القَمَرِ
أسْكَرَتْهُ قَطَرَاتٌ بَارِدَه
صَبَّها النجم بكَاس الزَهَر
فقضى البُلبُلُ منها وطرا
كَـان لَوّلاهُ رَهِينَ المحَبْس
مَفْعَم الـصَّدْرِ أسَى أو ضَـجَرَا
فَغَدَا مِنْ لحنِهِ في عُرُس
الهَوَى والبُلبُل كَمْ قَدْ سَكَبا
في فُؤادي الشِّعْر مْن نبَع الخلـودِ
كَشَفا ليْ بَعْضَ ما قد حَجَبا
عن عيون الناس من معنى الوجودِ
أيُلامَ القَلْبُ لما رحُباَ
بالهَوَى وَاللّيل في العِيـدِ الـسعيدِ
وَتَغَنَّى الطّـيرُ بالـصَّوت جَرَى
صَوتُ مَنْ أهواُه حُلْـو النَّفَس
وإذِا الـنَّجْمُ البَعِيدُ ازْدَهَرا
خلتُه مِن نورِه المنْعَكس
أنا لا أفهم من عَيْشي سوى
فرصةً تاتي واخرى تذهبُ
آن إن وَلّتْ عَن الجِسْم القَوى
وَأنا لما أنَلْ ما أطْلُبُ
ضَاعَ مَنْ ضَـيَّعَ أيَّـامَ الهُـوى
في هُمُوم لَيْسَ مِنْها مَهْرَبُ
لا تَنَمْ عَيْنَاك حَتَّى تُبصِرا
هَمْسَةَ الفُجْر بإذنِ الحنْدس
أنَّما النُّوم قُنُوْط بُعْثِرَا
بَيْنَ آمالِ الشباب المفلس
هات لا تَسْتَلّ مِنّـي القَـدَحَا
وَاسْقِنِي أشْرَبُ حَتّــى أرْتَوي
يَمْلأ العَـيْشُ البَـوَاطي تَرَحَا
أنا لا أشرب مِمَّا تحتوي
هاتِ فالحبُّ لنا ما بَرَحا
هاَدياً نَحْو السَّراطِ المـسْتوي
أتراني أرْتَـضِي أن أصْبرا
في الهَوَى حَتىّ فَوَاتِ الخُلَـس
لَوْ رَأى النَّاسُ جَليّاً ما أرَى
لا حْتَسَوا كُلّهُمُ ما أحْتَسِيي