يوما تغنّى في منافينا القدر
لابد من صنعا وإن طال الـسفر
لابد منها.. حبنا.. أشواقنا
تذوي حوالينا إلى أين المفر
إنا حملنا حزنها وجراحها
تحت الجفون فأورقت وزكا الثمر
وبكل مقهى قد شربنا دمعه
الله ما أحلى الدموع وما أمر
وعلى" المواويل" الحزينة كم بكت
اعماقنا وتمزقت فوق الوتر
ولكم رقصنا في ليالي بؤسنا
رقص الطيور تخلعت عنها الـشجر
هي لحن غربتنا ولون حديثنا
وصلاتنا عبر المناجم.. في الـسهر
مهما ترامى الليل فوق جبالها
وطغى واقعى في شوارعها الخطر
وتسمّر القيد القديم بساقها
جرحا بوجه الشمس في عـين القمر
سيمزق الإعصار ظلمة يومها
وبلفّها بحنانه صبح أغر
هو ذا يلملمنا من الغابات من
ليل المواني.. من محطات البشر
ليعيدنا لك يا مدينتنا وفي
أفواهنا قُبَلٌ وفي الأيدي زَهَر
إنا كسرنا وجه غربتنا وما
أبقت ليالي النفي من زيف الصور
وتهشَّمت سُفُنُ الرحيل وأسملت
أنفاسها في حضن شاطئنا الأبر
صـنعا وإن أغفـت عـلى أحزانها
حينا وطال بها التبلّد والخدر
سيثور في وجه الظلام صباحها
حتما ويغسل جذَدْ بَهَا يوماً مَطَرْ