كلَّ عام وساحري طيّبة..
وشامخةٌ في بروج النعيمْ..
مدلّهةٌ بالعفافِ المصانْ..
وبالثَورةِ الغالبه..
كلَّ عام وسيدةُ الروحِ والعقلِ والنفسِ والرؤيةِ الثاقبةْ.
تزفّ انتصارا لمسرى انتصارْ..
وتدفنُ كُلَّ كهوفِ السقوطِ إلى المَسْغَبَهْ..
وتلفظُ ياقِي القيودْ..
وتدفنُ كلَّ أحاجي الغُبارْ..
وتُعْلي السّماك الى الوثَبةِ المخصِبةْ..
وتزدانُ في حصنِ وَحدتِها نجمةً في أعالي المدارْ..
حُرّةَ الاختيارْ..
لم تَكُنْ بُلْغَةً في فَمِ الدّينَصُور اللعينْ..
أو هَوَىً مَتْخَماً في ارتهانِ الجنونْ..
وانسحاقِ المصيرْ..
إنَّها ترفضُ الانكسارْ..
إنّها تَرْفُضُ الانتحارْ..
والعُواء الذي صار ظِلّ الشُّعارْ..
في اللّجاجِ الخطيرْ..
كلَّ عام وساحري حُرّةُ الاختيارْ..
وتَصْدحُ واثقةً مِلْءَ، أُذْنِ الزّمانْ
بأغاني الفَخارْ..
فَلَها مِنْ هوانا أصالَةُ مَدّ انبعاثٍ..
وَمِنْ حِكمَةِ العَقْل حَسْم القرارْ..
وحصن المصيرْ..
كلّ يومٍ وانت مُتَوّجَةٌ بالنهارْ..
تَبْتكرين نُبوغاً جديداً لمدِّ المسارْ..
في اختبار الجَدَارةِ والاقتدارْ..
سَتَظَلّ في السّفرِ العَظيمْ
كالنَّهرِ لا تغفو على جَدَثِ الطَّريقْ..
كالبَحْرِ لا تطوي الخبائِثَ والزَّبَدْ..
و كالصَّباحِ تمدّ أجنحةً لإشراقِ الأبدْ
وتفيضُ أنواراً لأعراسِ الأبدْ..
فَلَنْ تُطَوّقَكِ المتاهاتُ القديمةْ..
ولم تَعُدُ صَيْداً على خَشَبِ الوليمَةْ..
وأنتِ في عينيكِ أطيافٌ لِسَاحِرَةٍ يجودُ وصولُها عُمْقَ الحضور
يحمي هواها والمكاسِبَ والقِيَمْ..
من كل غائلةٍ تجيئْ..
هذا التوحّد والشَّمَمْ..