كَلّفت نفسي وقمت أهوى كحيـل العـين
غويت وصدّقت نفسي في أمانيها
دخلْت بحر الهوى وان النوى والبين
طويل على النفس ترسي في مراسـيها
وعاصف الشوق ينذر بالغْرَق والحَين
ياغـارة الله عــلى حاله أعانيها
يـاريح بحر الهوى أين الـسفن يرسـين
ردّي شراعي وودّيني شواطيها
مالي وما للهوى ياوردي الخدّين
أوديت بي في بحار أغـرق أموت فيها
أموت في حب غاوي ما عرف من كم
شاصبر عليه والرياح تجري مجاريهـا
حتى يعيد النظر في موقفه يفهم
أن المحبّه عذاب لو كان واعيها
مادام وعاده صغير لا بد يتعلم
إثِرتْ ما اصبر عـلى نفسي أداريها
ومن تجنى فهو لا بد ما يندم
((والنار ما تحرق الاّ رجل واطيها))
معذب الحب مظلوم المليح الزين
يهيم بلحن العتاب آهات يمليها
إذا جفاني أكون العكس له وافي
على العهود التـي مازلت أراعيها
وإن مال عني أسير واخطى إليه حافي
ولو تَطُوُل المراحل ماأباليها
والقلب حتى ولو هو في يده صافي
ولو تجرّعت في الدنيا مآسيها
شاصبر عليه واحتكم حتـى يقول كافي
وأقول عسى تنجلي محنه أقاسـيها
ومن صبر نال ما يهوى وصبره دين
على المحب الكريم النفس وافيها
أخلصت لك يا حكيـل العـين في حبـي
وجفوتك لي أنا ما اعرف دواعيها
إن قلت لك ياقمر فانت القمر واحسن
بل أنت أجمل من الـدنيا وما فيها
كل الحلا والتحافه والأدب والفن
والذوق واللطف جمله أنت حاويها
ياكامل الحسن أرجو منـك حسن
الظن وصفحة الأمس أرجو منك تطويها
تخلص أنا في هواك شارضـيك بما أمكـن
فاسمح بعوده لدينا أنت بانيها
شاهيئ الجو واتيح الفُرَص فاغنم
وخذ بقوس التلاقي فانت باريها