قف بي على المسعى وباب السلام
واهتف بليلي في المشاعر
واسلك طريق الصوفيه في النظام
واسبل على العيب الستائر
فللخليل في وسط قلبي مقام
وحجر فيه غزلان حاجر
سقى سقى تلك الربوع الغمام
واسبل عليها كل ماطر
وعمّ من فيها جزيل السلام
وخص فتّان النواظر
من غرّته مثل القمر في الظلام
وللدرايا السود ضافر
على جبين أخجل بدور التمام
ورد طرف الشمس حائر
واوجان ورديّه حمتها السهام
فيها المشالي والمشاقر
وثغر حالي زانه الابتسام
قد نظّمت فيه الجواهر
واكعاب مثل الليم فيها احتكام
صنعة حكيم الصنع قادر
في صدر واسع ما يخاف الزحام
فيه المسالس والضفائر
وخصر من شانه ضمور السقام
وخلقته في الأصل ضامر
له بالكثيب الفرد أقوى التزام
وإن تحمّل حمل جائر
وافخاذ تحكيها غصون السلام
والفرق مثل الصبح ظاهر
واقدام فضيّه عليها استقام
تشبيكها باطن وظاهر
هيهات ما مثله نجد في الأنام
كلّين من ذا الوصف قاصر
غاني عشق قلبي جماله وهام
كم فيه من عاذل وعاذر
يا رحمتاه للعاشق المستهام
كم شايكون في الحبّ صابر
والله لولا فرض شهر الصيام
وحرمة العشر الأواخر
لا بلّغ السودا المنى والمرام
من وصل من قد صار هاجر
واسفّ انا واياه كاس المدام
واصبح بخمر الثغر ساكر
واقبله فيما حواه اللثام
وفي المشالي والمشافر
واستغفرالله ما تغنى الحمام
وما سبح في الجو طائر
من جور حملي لذنوب العظام
وللضغائر والكبائر
فالخطو طائل نحو مسعى الأثام
وعن مساعي الخير قاصر
يا من نواله عم كل الأنام
يا منزل السجده وغافر
جد لي بغفرانك وحسن الختام
فما سواك للذنب غافر
وازكي الصلاه ما طار طائر وحام
تغشى النبي مولى المفاخر