هناك في الكوخ بين النخيل
وقد رق نفح النسيم العليل
وغنى الهزار بلحن جميل
على الدوح يمرح بين الخميـل
هناك التقينـا لأول مـره
وقد كان منا ابتسام ونظره
فمولد حبي.. أما تذكرين؟
وفي الشط عند اصـطخاب الميـاه
إذا ما اعـتلى البدر عليا سماه
ليزري بكل جميل سناه
ويغرس في النفس حب الحيـاه
أما قد جمعنا الهوى آنذاك
ويا ما جنينا المنى وهناك
ترعرع حبي.. أما تذكرين؟
وفي حيّنا حين يغفو الصحاب
أذا اسودّ جنح الـدجى كالغراب
وصاحت بنا مغريات الشباب
على حذر نلتقي وارتباب
فنمرح في نشوة بالوصال
واعذب نجوى بتلك الليال
لقد شب حبي.. فهل تذكرين؟
وفي ليلةٍ من ليالي الوفاق
وقد اسكرتنا حميّا العناق
تنبأت ان في غدٍ لا تلاق
قضى قدر بيننا بالفراق
فكان الوداع غداة الرحيل
اسى والتياع ودمع يسيل
بؤبِّن حي.. فهل تذكرين؟
وهمتُ لأشقى بطول اغترابي
وانعي طموحي وحلم شبابي
بقلب يعذب بين الإهاب
حليف سهاد اسير اكتثاب
فقيد السكون عديم القرار
كثير الشجون بغير اختبار
سيشقى بحبي.. فهل ترجعين؟