قالوا لى إقنع، قلـت كيف أقْنَعَـك
ومن فؤادي ياقمر مطلعك
شاخالف الناس كلهم واسمعك
واضيِّع الدنيا ولا ضـيَّعك
قلبي محلّك، والحشا ملعبك
أرقص وغني كيفما يعجبـك
إن غبت ساعة قلـت لاغَيّبَــك
ومن زهوري كالعطور أجْمَعكْ
ماحلى بياضك من شفاف الـسواد
غزال من مسك امتـزج بالزباد
إن همت بعدك، أو عـدمت الرشاد
ما افعل بعقلي دون ماحيا معـك
إن زرت سَبَّحنا وقمنا وقوف
وان غبت صلينا صـلاة الكسوف
هذا جمالك لف عقلي لفوف
من يوم ماشاورت له يتبعك
قالوا لي اقنع، قلت مالي قنوع
وانا بغاني في دلالك ولوع
لو ذبت لاجلـك مثل ذوب الشموع
ياغايتي في الناس ماودَّعَك
قالوا لي أقنع وأكتفي بالوداد
قلت التراجع عن هواه إرتداد
مانا بقانع، واشهدوا ياعباد
وانت يامن نصف عقلي معـك
من غَيْرَنَا يرقى لما بيننا
كأنما الدنيا لنا وحدنا
ومن جماله نسَّقك واعتنا
خالق تجلى، عندما أبدعك
باجفانك النعسا، وسحر الحَوَرْ
عَلّقت قلبـي تحت رمش القمر
شارضى بحكمك، وارتضي بالقدر
وفي الخطاء والصح شاطاوعك