غَنِّني لا أشتَهِي منْك سوى حُلْو الغِنَاءِ
غَنَّني لحناً مِنَ الفِرْدَوس كالرّيحِ الرّخَاءِ
غَنَّني عِنْدَ انبثاقِ الفَجْرِ في وَجْهِ السَّماءِ
غَنَّني عِنْدَ انزواءِ النُّورِ في حِجْرِ المَساءِ
غنّني يا صاح غَنِّ
أنتَ تَدْري أنَّني المَفْتُونُ باللّحنْ الحَنُونِ
أنتَ تَدْري أنَّني الهَائِمُ في سْحِر الجُفُونِ
أنتَ تَدْري أنَّ فِي لحنِكَ آياتِ الفُتُونِ
أنْتَ تَدْري أنّه البَاقِي عَلَى مَرِّ القُرُونِ
فلماذا لا تغنِّي؟
هَاتِ لي عُوْدِي أنَبِّهْ فِيْه أوْتَاراً نَياما
هاتِ كَأسي أحْتَسِ الكَأسَ حَلالاً لا حَرَاما
هِاتَ قَدْ إنْتَصَفَ العُمْرُ وَلَم أبْلَغْ مَرَاما
هات لا تَسْمَعْ عن الألحانِ والحبِّ ملاما
هات لي الكأسَ وغنِّ
ما الذي يُغْريكَ بالدُّنيا سِوى صَوْتِ الرَّخِيمِ
ما الذي يَلْقاهُ مِنْها صَاحِبُ العَقْل الحَكِيم
ماالذي يُرْضِيه فِيْها وَهْي مَرْقَاةُ اللئَّيمِ
ماالذي يَرْجُو لَدَيْها وهي مَهْوَاةُ الكرِيمِ
فاهجرِ الدنيا وغنِّ
عَبَثَاً تًبْحَثُ بَيْنَ الِناسِ عن مَعْنَى الحياةِ
عَبَثَا تسْألُ فِيْ حَاضِرهِم عمّا سيَأتي
عبَثَاً تَطْلُبُ إصْلاحَ نَفوسٍ فاسِداتِ
عَبَثَاً تَقْضِي لَيَاليْكَ تَعُدّ السَّيئاتِ
والهوى يدعوك غَنِّ
لاَ أطِيْقُ العَيْشَ طَاشَتْ فِيْه آمالُ الشّبابِ
لا أطِيْقُ النَّاسَ لا يُعْنَوْنَ إلاّ بالسّرابِ
لا أطيقُ الصَّاحبَ العَالِقَ في ذَيْل الصَّحابِ
لا أطْيِقُ الثْعَلبَ الرَّاتعَ في سُؤْر الذئابِ
فاهجر الناسَ وغنِّ
يا صَديِقي لا تضيّعْ فرصةَ الليلِ الجميلِ
يا صَدِيقيِ لَيْسَ عُمْرُ اللّيْلِ بالدَّهْر الطّويلِ
يا صَديقي سَوْفَ نَبْكي اللّيْلَ جِيْلاً بَعْدَ جِيلِ
يا صَديقِيِ إنْ يَفُتْ أوَّاّهُ من هَمٍّ ثَقِيلِ
فاغنم الليل وغنِّ