غَلبَ الوَجْدُ على الصَّبِّ فناحَا
وجرَتْ أدمُعُهُ فيضاً فباحَا
وتَشَكَّى ما تلقَّى في الهوَى
رُبَّ محزونٍ تَشكَّى فاستراحَا
لائِمي دعْ عَنكَ لوْمي إنَّما
لذةُ الدنيا لِمَنْ يهْوَى المِلَاحَا
تَّيمتْني أعْيُنُ الغِيدِ وقدْ
فعلَتْ في قلبِي المُضنَى جِراحَا
أعينٌ نُجلٌ مِراضٌ يا لَها
مِن مِراضٍ قادَتِ الأسْدَ الصحاحَا
وخدودٌ وثغورٌ أطْلعَتْ
مِن رياضِ الحُسنِ وَرداً وأَقاحَا
بي بديعُ الحُسنِ مَن أرشَفَني
عَسَلاً مِن ثغْرهِ الدرِّيْ وَرَاحَا
أحورٌ حُلوُ اللَمَى كالبَدرِ ما
لاحَ إلاّ خِلْتَ أنَّ البدرَ وَرَاحَا
قلتُ والطّرَّةُ تعلوُ غُرَّةً
عِمْ مَساءً يا حبيبي وصباحَا
عَجَبٌ حَرَّمَ وصْلِي ما دَرَى
أنَّ بالتحريمِ قتْلي قدْ أباحَا
ويرَى الوصلَ جُناحأً ثمّ لمْ
يرَ في سَفْكِ دمِ الصبِّ جُناحَا
يامليكَ الحُسْنِ هْل مِن رَحَمةٍ
لِعَميدٍ مَلأ الدنيا نُواحَا