مَرَّ كَالبـان اعتْـدالاً وقَوَامَا
بخُطىً تَبعْثُ في القلْـب الـسَّلامَا
رقَصَتْ من تَيهه أعَطْافُه
وَأريجُ الـسَّحْر قَـد أزْرَى الخُزَامَـى
أسْكَر الّروضُ شذًى منْ طِيبه
وَشَدَا الـشَّحُرور يَزْجيه الغَرَاما
يَاحبَيَبا خَفَق القَلْـُب لَهُ
تَرْجَمَتْ دقّاتُه منْهُ الكلاَما
قٌلْ لَمنْ قُدْ لاَمنى في حُبِّه
لاتُطِلْ عَذْلَك فيَنا والملامَا
لَـْيَس يـَدْري الوَجـدَ إلاّ مُـذْنفٌ
يَجْرَع اللوَّعةَ او يُسْقى الحِمامَا
قَدْ صَفَا لي مِنْ زمَاني وَاحدٌ
كَان لي مِنْ كل دنيآي المرَامَا
فَصَنْعنَا مِنْ هَوانَا جَنَّةً
سَبَحْت أرواحُنا فِيها هيَاما
وَانتَشتْ سَكرْى بأقْداح الهوَى
فَنَـسينِا حَوْلنَا هَذَا الأنَامَا
يَالِدُنْيانا نَعيمٌ عَامِرٌ
نَحتْسي القُبْلةَ خَمْـراً ومُـدَاما
يَاحبَيبي تِهْ دلالاً في الوَرَى
والسكُن الأحشْاء داراً وُمقاما
وَمُرِ القْلبَ فَمَا أسْعَدَهُ
أن يطيعَ الأمْرَ يارُوحي دَوَاما
مَامَقامُ العُمْر أنْ فارقتَنِي
وجَعَلْتَ النَّور في عَيني ظَلاما