أمسكي ياهْنِـدُ عن ذِكْر الـصِّبا
إنّ قلبي كاد منه يَنْفَطِر
ما تريدين بأيّام خَلَتْ
وتلاشت في الزمانِ المنـدثِر
وبلحن البدر في أفراحه
وهو ينثال بفيض منهمِر
ومياه الشطّ جَذْلَى تارةً
تغمر الصخر وحيناً تنحسِر
والنسيم الطلـق يسري خافقاً
تائهَ الأقدام في الـشط العَطِر
يحمل القبلة في أطوائه
نغماً يصدح بالجرس الأشِر
لا يبالي إن تمادى في الهوى
إنّما العاشق من لا يعتذِر
وعلى الشط سـفين ظلها
قد ترامى بالشراع المبتكر
قلتُ هيّا نمتطي الـيمّ بها كي نرى ما خلفه للمنتظرِ
في سحيق الأفقِ بابٌ مغلقٌ
خلفه الأشباحُ صرعى تَحْتَضِر
ربَّما جِئْناه فانجاب لنا
عن نُضارِ الفجر ذوباً منصهر
ما تريدين بأيام الصبا
وَلُيَـيْلاتِ اللقاءِ المشتجرِ
والنجــيمات عــلى أبراجهـا
ترتقي حيناً وحيناً تنحدِر
وَببَدْر سرتُ في أفيائه
أهْصر الزنبَقَ بالكف البَطِر
امسكي، ويَحْكِ عن ذِكْر الـصِّبا
واحاديثِ الشباب المنتصِر
إنّ لي قلباً اذا حرّكَهُ
لا عجُ الـشوقِ هياماً ينفجِـر
فهو إن شئت اتون خامدُ
وهو إن شئتِ اتونٌ مستعِر