يا صاحب الليل يا زارع شروق الـشمس
تناجي الليل باسرارك ويصغي لك
يسمع كلامك وآهاتك ولو كـان همس
يعرف طباعك وتشكي له ويشكي لك
والليل معه باب ومفتاحه معك وحدك
تدخل الى عالمك وتخبّي المفتاح
تبقى سمير الكواكب و النجوم عندك
والناس يشكوا من الليل وانت به مرتاح
قد أثّر الليل من داجي ظلامه فيك
لوّن سواده درايا شعرك المعسول
ويحضنك في سكونه والـصباح يرضـيك
يسلّمك للشروق بجفنه المسبول
شفيعي الليل في قربك وهو يعلم
ما قد جرى بيننا يوم كان ثالثنا
شاهد بحبي ولا قد باح واتكلم
هو الوسيط و الحكم خليه يرافقنا
قل له يغطي بأجناحه تلاقينا
لما يغيب الرقيب وينوم حراسه
يطفي ببرد اللقا نار البعاد فينا
ما أجمل الليل وما أعذب ريّ أنفاسه
كل الهموم و المآسي في الغلس بتذوب
وكل مايجرح الخاطر بيتخبّى
والقرب والسحر والأسرار فيه مسكوب
ومن دعا الليل في كل الظروف لبّى