(يا اللهْ رضاكْ شيخُ الطيورِ بَكّرْ
وانا مُراعي للدقيقِ الاخضَرْ)
يومَ أبدعهْ ربِّي اعْتَنَى وصَوَّرْ
وشَكّلهْ قُمْري بديعْ أحوَرْ
فالحسنْ بهْ وسْطَ الوجودْ تمَشْقَرْ
وفي العيونْ من طلعتهْ تكرَّرْ
شوقي إليهْ حُكم الهوى مُقدَّرْ
مِن يومْ هواهْ وَسْط الفؤادْ تشَجَّرْ
(سَمَّعْتَني صوتَكْ يا ذا المُغنِّي
صوتَكْ جميلْ وانتَ قريب مِنِّي)
كِنُّهْ غُنَى قلبي وصوتْ فنِّي
وانَّ الكلامْ كُلّهْ كلامْ عَنِّي
نار الشَّجنْ مِنّهْ مِن حرِّ حُزني
ومَنْ عِشقْ ضَنّهْ بالقولِ مَعْنِي
لا هْتاجَ بالأشواقْ والشَّوقُ يُضْني
غَنَّى ومَنْ يشْتِي السَّلَى يُغَنِّي
(خِلِّي سَرَحْ والدمع في عيوني
لوْ يبْسرُوا حالي لاَ يرحَموني)
مجنونْ بهْ مُغرَمْ وزيَّدُوني
شَلّوا عَليْ رُوحي وفَلّتوني
مِنْ بَسَرتهْ قالوا أيفطُموني
وهُوْ سَلَى قلبي ضِيَا عيوني
وما دروْا إنَّ الهوَى يَقِيني
وأنّهْ إنا رُوحي ونصفْ ديني
(ما نزلتَكْ بيرَ العزبْ
بين الشموسْ الحاميةْ
أو شي معك مَقْضَى غرضْ
وِالاّ بُنَيَّهْ حاليهْ)
وانْ كان حُبَّكْ قدْ غَلَبْ
وابْسِرْ طريقهْ ثانيهْ
تفتَحْ إلى خلّكْ سَببْ
مِنْ غير لَوْي أوْ داوِيهْ
صَيْد الغزالهْ ياغزالْ
يشتي مهارَهْ عاليهْ
مَنْ يَشتَي الحالي وثَبْ
واِلاّ تَشلهْ داهيهْ
صَوْن المحبَّهْ قدْ وجَبْ
في شَرع كل العاشقينْ
والخِلّ مادام احتجبْ
مَا بشْ سوى اللهْ المُعينْ
(يا زبيبَ الجبلْ يا رازقي يا مُجَوَّلْ
زلّتَكْ زَلّتَكْ وانَّ المحبَّهْ للأوّلْ)
مَنْ عِشِقْ غيرْ خِلّهْ واخْتَلَـفْ أو تبدَّلْ
عاش عمْرهْ مُضَيَّعْ ميِّتَ القلـب مُحتـلْ
مَنْ غَرامي غَرامهْ
تدْفعهْ روحِيْ اضْعافْ
مَنْ مَرامي مَرامهْ
كيفْ نعيشْ خِلي انصافْ
مُعتكِفْ في هيامهْ
مَنْ هواهْ فوقَ الاوْصافْ
والوفا لهْ علامهْ
للذي يشتي انصافْ
(والله أنَّكْ حبيبي لوْ تقوم القيامهْ
لو تزحزحْ جبلْ عَيـبانْ وينزُلْ تِهامَهْ)
وان تعجّلْ قضائي قبلَ موعدْ خِتامِهْ
رازِقُ الحُبِّ يكْتُبْ لي بطُولِ الإقامَهْ