شفّك الحسن من بديع المحيا
جلّ مَنْ قد انشاه بَشْراً سويا
إذ غدا راتعا بحسن بهاءٍ
رافلاً في جماله اليوسفيا
مالليلى وما لسعدى ولبنى
من جمالٍ.. وما لهندٍ وميّا؟
يخجل البدر حين يبدو بليـل
أو لشمس النهار لم تَلْق فَيّا
أو تحسّى من ريقه أيّ مَيْتٍ
عاد من طعمه المعسّل حيّا
يابروحي رشاً كثيرُ التجـافي
عشقه قد كوى بقلبي كَيّا
شاهدي في هواه دمعي وإنّي
عبده في يديه نشراً وطيا
يارعى الله وقت أنس تقضّى
كنت فيه أعيش عيشاّ هنيا
يا ولاةَ الهوى دعوا اللّومَ عنّـي
كيف أنسى الأحباب مادمـت حيا
كلما اشتقتهم تسحّ عيوني
بدموع في بكرةٍ وعشيا
فلحرّ الجوى أنــاجي إلهي
كمناجاة عَبْدِه.. زكريا
ضقت ذرعا مِاّ أقـاسي فهب لي
رَبّ باللّطف من لَدُنْك وليّا
لم يك البعد باختيـاري ولكـن
كان يوم الفراق .. شـيئا فريا
ما اختياري ما قدرتي يا رفاقي؟
كان امراً مقدّراً مقضيا
انا مَيْتُ الهوى ويوم اراهم
كنت ابعث من بعد موتِيَ حيّا
رب حقّق رجواي فـيهم فانّي
لم اكن بالدعاءِ ربي شقيا