مبتلَّةٌ روحي
كطائرٍ ألقَتْ بِهِ الرِّياحُ للعراءْ
في ليلةٍ حزينةِ المطرْ
لا تسمعُ الرِّياحُ صوتَهُ
لا تسمعُ الظلماءْ
ولا تمدُّ كفَّها رِفْقاً بهِ الشجرْ
أبحثُ في ملايينِ الوجوهِ
عينينْ
نبِيَّتينْ
عنْ مرفأٍ آوي إليهِ
قبلَ أنْ يعودَ منْ رحلتهِ الشِّتاءْ
محمَّلاً بالثلج والصقيعْ
يمشي على جنازةِ الأضواءْ
يدوسُ وجهَ الزَّهْرِ
والرَّبيعْ
أغمضْتُ عيني كنتِ في يدي
وكانتِ الأرض معي
وكانت الأنهار
والشمسُ والأقمارْ
تغسلني من الداخل
تغسلُ الوجوم في العيون
تغسلُ وجهَ الليل والنهار
حين فتحتُها كانَ الفراغُ قاتماً
وكان كفّي خاوياً
وكانت الدِّيارْ..
الله كانَ.. حين كنت.. موجوداً
وكانت الفراشاتُ تزيِّنُ الحقول
والجبال
الزَّهرُ لم يكنْ حزيناً
والطريقُ لم تكنْ حزينةً.. ولا التلالْ
ولم تكنْ دميمة وجوهُ الليلِ
والرِّجال
فكيفَ صارتِ الأشياءُ في عيوننا
قبيحةٌ دَكناءْ
ولم تعدْ تضحكُ في وجوهِنا المدينهْ
ولا حوائط المنازِل البيضاءْ
شُبّاكُ دارِنا الحزينةْ
أصبحَ دارنا البكاءْ
لأننا خسرْنا كلَّ فرحةٍ ثمينةْ
حينَ خسرْنا الحبَّ واللِّقاءْ