زهرُ الربيع على الخدين مبتسم
إذا جلا وجهها عن برقع الحجـبِ
النـورُ من وجهها كالـشمس مشرقة
والشهد في ثغرها أحلى من العنبِ
جَعْدٌ لها كظلام الليل منسدلاً
والورد فاتش في الأوجان كاللهـبِ
القوسُ حاجبها والنبلُ مقلتها
والدرُّ منتظمٌ في الثّغرِ كالرطبِ
والعنق من فضةٍ شفاف خلفته
والصدر بستان فيه اللـيم والعنـبُ
خصرٌ نحيلٌ وأردافٌ معدلةٌ
والـساق كالنور والأقـدام كالعقبِ
البدر يكسف من نجم يغازله
والنار تحرق ما في القلب من عشب
يا لائمي في هواها خلّ لو مي ولا
تلـومني في الهوى فالقلـب ملتهـبُ
لا تعجبنّ فإن الله خالقها
صنعا عجيبا وكم لله من عجبِ
قال المعنّى وإن جفت مدامعه
يبكي دماء قتيل الحب والنصبِ
جنات عدن بوادي الـدور قد ظهرت
فالبن أغلى من البترول والذهبِ