أتَعْلَمُ يا فاتني
أتَدْري بصُنْع الهَوَى
وَبالقَلْـب إذ يَبتْنَي
قُصُورَ المنَى في الهَوَا
وَبالشّوقِ قَدْ هَدَّنِي
وَزَلْزَلَ منِّي القُوَى
حَنَانَيْــك عَذّبْتَني
وَمَزَّقْتَ مِنِّي الشّوَى
لَيَاليْكَ فِيْها الهَنَا
ولــيليَ فِيْه الكَدَرْ
وَدُنياك فيهْا المُنَى
وَدُنْيَايَ فِيها الضَّجَرْ
هل الحبُّ الاّ عَنَا
هًل العشْقُ إلاّ سَهَرْ
فَإنْ يَشْكُ قَلْبي الضَّنَى
فَمَا أن إلاّ بَشَرْ
أتعَجَبُ مِنْ زَفْرَتِي
وَقَدْ ضَاقَ بي المَرْقَدُ
وَتُشْفِقُ مِنْ حُرْقَتِي
وَأنَتَ لَها مُوقِدُ
فَقُمْ أنْتَ في لَيْلَتِي
وَدَعْنِي بها أرقُدُ
وَإلاّ فذُقْ لَوْعَتِي
مَتَى هَاجَهَا الفَرْقَدُ
أنا العاشِقُ المُصْطَلي
بنَار الجَوَى وَالهُيَامْ
أنَا السَّاهرُ المُخْتَلِي
بِجَيْش الـشّجُونِ اللّهَـامْ
يُحَاولُ أنْ يَجْتَلِي
مَعَانِي الأسَى في الظّلاَمْ
وانت الحبيبُ الخلِي
لعينيك طاب المنامْ
تَمَتَّعْ بغمْض العُيُونْ فَمَا خُلِقَتْ للسَّهَادْ
وَدَعني لقَرحَى الجُفُونْ
وَللّدمْع مَلء الوِسَادْ
وأنّى لنِضْو الشّجُونْ
مِنَ مُتْعَةٍ بالرَّقادْ
وَفِي الـصَّدر قَلْـبٌ حَرُونْ
يَضِجُّ لِفَرطِ البُعَادْ