ردَّ وجهَ الأمْس من زِمني
واسكب الأحداثَ في اذُني
وأعرْني منكَ ملهمةً
تَروِيَ التَـاريخَ عَنْ وطَني
لاتَقُلْ وَلّى الضُّحَى ومَضَى
أو كَأنَّ الأمسَ لَم يَكُن
إنَّ في أمِسي حديثاً وجوىً
أسَمع الدُّنيا عَلَى عَلَـن
وحَنايَا الدَّهْر مثقُلةٌ
نَاءَ من جُهْدٍ ومِن وَهَن
كَيْفَ حَاَم الـروحُ فـوق حِمىً
فتمطّى بَعْدَ مآوَسَن
تَاه في أوَهامِه غرقاً
كغَريقِ الـيَمِّ مِنْ سُفَن
جَاءَه الإعْصارُ أيقظَه
من صَدى ردْفانَ في عـدنِ
فَهَوتْ صَرْعَى بساِحَته
كُتَلٌ للزَّيْف والعَفَن
وتَوَالى الفَجْرُ بَعْدَ دُجَىً
قاتِم بالذّل والفِتَن
لاتَسَل كيْفَ ارتوتْ لهباً
أرضُ قحْطانَ وذِي يَزِن
عَفّرُوا في تُرْبها مهجاً
كانَتِ القُربانَ للـيمَن
كَمْ شهيدٍ قَدْ سَرى دمُه
شُعلةً في تُربَةِ الوَطَن
وسَرَى مِن وَحْيه قَبسٌ
شعَّ في روُح وفي بَـدَنِ
وقَفةٌ كانَتْ لنَا قدَراً
وثمارُ الخَيْر فِي المِحَن
يَالذِكرى منْكَ خَفّ لَها
خَافقٌ بالشّجْو والشّجن
خَطَرتْ كَالنَّسْم عَاطِرةً
عَبَقَتْ في صَفْحَةِ الِزمن
هـي في عَيْنـي رؤىً ومُنىً
لم تَزَل في عُودهِا اللّدِنِ
ذِمَّةُ التَّاريخ تَحفظُها
أترى ذكْرَاك لَم تُصَن
سُنةٌ للبذل سّطّرها
قَومُنَا فأمشوا عَـلى السُّنن