يا دموعَ الهوَى شنِّي دماءْ
ساعديني على بعض الشَّجَنْ
عيبْ تسفَحْ عيونْ الشوقْ ماءْ
أو تكـونْ كاذِبهْ شَكوَى (حَسَنْ)
مذهبي في الحب مِثلمَا
مذهب الطفلِ في حُبِّ اللبنْ
كلَّمَا طارَ طائْرْ في السما
قلتُ لُهْ يا طيرْ مِن أَجْل مَنْ
أو عسَى قد معهْ في الجوِّ محبوبْ ضَاعْ
ما دَري أينْ وَكْرهْ
طارَ فـوقَ السحابْ يَنْـُشدْ حبيبَهْ وفي القـاعْ
ولَفَّ يَمْنَهْ ويسرهْ
كانْ خُبْرهْ مُصانْ لكنْ دموع الـدموعْ
قد بيَّنتْ كلّ خُبْرِهْ
هكذا الحبْ ما مِنُّهْ مَناصْ
عادتُهْ يقَلبْ الجنَّهْ جحيمْ
كمْ تَهرَّبْ بَري مِنُّهْ ولاصْ
بعدما حطّ سهمَهْ في الصميمْ
هُوْ سِوَى لحظْ حالي والرصاصْ
عند مَن كانَ طبعُهْ مُـستقيمْ
والقتيلُ البَريْ فيهِ القِصاصْ
إنَّما كيف والحبْ الغَريمْ
غُبنْ قلبي على مَنْ يسهَر الليلَ مِثلي
كمْ يُفَكِّرْ ويحنَبْ
نُهدَتُهْ تحرقْ النجمَ المُغَلِّسْ وتَصْلي
وتَرُدْ نورهْ لَهبْ
ما لقيتْ مِن رجالِ الخيرِ واحدْ يَقُلْ لي
إنَّ المحبَّهْ تَعَبْ
عَنْ غريمي أنَا اعْرِفْ كلّ شِيْ
بَسْ شَصْبِرْ على حُكْمْ القَـدرْ
خَدْ سَعْدي ومَبْسَمْ مَحبَشي
والقوامْ غُصنْ مِن وادي الجَبَرْ
قلتُ لُهْ نلتقي قالَ امْعَشِي
حين يبزُغْ مِنَ امْحيقِ امْقَمَرْ
كمْ تراشيتْ مَن لا يرتَشي
آهِ مَا اقْسَى الهوَى كُلّهْ ضَجْر