خلِّي صَقيل الترايب
باهي الخُديد المورّد
قده شَبيه أم كَواكِب
لؤلؤ مكنّن بعسجد
وَغُرتِه في الذَّوائِب
مصباح في الليل يَصعَد
ما فيه عَيبٌ لعايب
من رَآهُ هَلَّل وَشهَّد
السحر في أحومِه
يَسقي سيوفَ الحوَر
وَالخَدُّ ما أَنعمه
فيهِ الندى وَالشرر
وَالخَمرُ في مبسمِه
وَالشهد بينَ الثغَر
أظنّ لَو أَلثمه
لَذابَ قَلبي قُطر
وَجهِه قَمَر في غياهِب
من شَعر فينان أَسوَد
وَسهم عينيهِ صائِب
يَقتل وَلا جُرح يوجَد
يَفترّ عَن ثغر درِّي
مَنظوم في سلك ياقوت
يَجري عليه ريق خمري
أَلَذّ من نهر طالوت
وَحُكمَ الأَقدار تَجري
من طرف يعبث بهاروت
من خمرة الكاس شارِب
أَما تَرى كَيفَ عَربَد
بَدري كبدر الفَلك
أَخذ عُقيلي وَراح
يا قَلب ما قلت لَك
دَع عنك حبَّ الملاح
يا طرف ما أَجهلك
تترك فُؤادي مباح
عشقت من يقتلك
قَد ناوَلَك قاح بقاح
يا قَلب كَم لَك عَجايب
مازحت مَن بِالهَوى جد
وَأَنتَ يا ذا المجانِب
بِاللَّه هَل للجَفا حَد
لَو يَسمَح الدهر لَيله
يلفُّ بينك وَبَيني
فوجنتك ذي الأسيله
فِتنه لِقَلبي وَعَيني
وَذي العُيون الكَحيلة
راحَت بِعَقلي وَديني
كَم لي عليك دمع ساكِب
وَكَم نُهيدات تصعد
أَقسمت ما لك مثال
لصورتك في الصُّوَر
وَلا حكاك الهِلال
وَلا حكاكَ القمَر
لَو رآكَ يوسف لَقال
تَاللَّه ماذا بشر
حَياةُ مِثلي محال
إِن لَم تُنلني الوطر
فَإِن مُت أَنا عنك غايب
قل يرحم اللَّه محمد
عَزَّت عليه المطالب
وَماتَ مسكين مكمد