بهزِّك غصنَ القدِّ ماذا تريدنا
وماذا بلُغْز العين في السرِّ تعنينا؟
وهل في خَواتيم اليواقيتِ طِلْسَمٌ
بسلب نهى العشاقِ يغري الخواتينا
وهل أنتِ زحزحتِ الخُمارَ أم الصَّبا
أطارته حتَّى سبّح الله تالينا
أتسبينني من نظرةٍ وابتسامةٍ
وتُصيبنني من بعدِ خمس وخمسينا؟
بَلَى إنَّ بذرَ الحبِّ في القلب كامنٌ
وان طمسَتْ آثارُ ثورتِهِ فينا
سَيَنْبتُهُ مرآكِ غضّاً وناضراً
ويُنعشُهُ ما تصنعين وتبدينا
فَرُبَّ تصاب في الهوى يَفْضُلُ الصِّبا
فكم في الصِّبا من جهلةٍ تَثْلُمُ الدينا
هَلُمِّي بنا نَلْهُ ونَلْعُبْ ونجتني
ثمارَ الأمانِيْ والقيانُ تغنّينا
فلا سُعْدَ بل لامَجْدَ إلا بلَيْلةٍ
نزورُكِ في ظَلْمائها أو تزورينا
نُديرُ أحاديثَ الهوى وشؤونَهُ
ونسقيكِ من راح السرورِ وتسقينا
ومَرْحَى إذا داعي الهوى ضَمَّ شَمْلَنا
ودارت على الأعطافِ منّا أيادينا
وإنْ قضِيَتْ مابين ذاك لبانَةٌ
فتلك شَكاةٌ لاتُذِيم المحبِّينا
فلا تَرْهبي إنْ يَفصُل الَّدهْرُ بيننا
فمهما تدانينا استحال تنائينا