دَمِي يَوْم بُعْدِك أمسى مُراقا
وَقَلْبي الذي ظَلّ يَهْفـو اشتياقا
تُطيفُ به نَزَعَاتُ الحَنِـينِ
وَتُوْسِعُهُ الذكرياتُ احتراقا
تجرِّعُهُ غُصَصاً لا تُطَاقُ
وتُسْقِيه كأسَ العـذابِ دِهاقا
أراكِ ولَمْ أرَ غيرَ الخيالِ
فأذْكُرُ ساعَ الهَنا والعِناقا
تَجِيْئي نَني كالنَّسيم العَليلِ
تَسْتِرقينَ خُطاكِ استراقا
فَتَهْـوِيْنَ بَـينْ ذِراعَـيْ حَبِيـب
إذا غابَ في نَشْوةٍ ما استفاقا
يُعاطِيـكِ مِـنْ قُبُلاتِ الهَوى
فُنُوناً وَيَا طَالَما مِنْكِ ذاقا
وَيَسْمَعُ مِنْـكِ حَـدِيثَ الغَرَام
وَقَدْ رَقّ في كُل معنى وراقا
فَيَا بَهْجَةَ الـرَّوح قَـولي متى
يَعُودُ الهَنا وَمَتَى نتلاقى
فَإنَّ فِراقَكِ مُرُّ المذاقِ
فَبِالله كَيِفَ وجَدْتِ الفِراقا؟!