أنا من بـلاد ( القات) مأساتي تضج بها الحقبْ
أنا من هناك قـصيدة تبكي وحرفٌ مُغْتَرَبْ
غادرتُ سجن الأمس ملتحفاً بـراكين الغضبْ
أثر القيود على يدي، ساقي تنوء من التعبْ
لا ( عطر) لا ( بترول) أحملُهُ ولـيس معي ذهبْ
مازلتُ أغسلُ في مياه البحر، أشربُ في القِرَبْ
قدماي حافيتان، عاري الرأس، موصول الـسغبْ
وسفينةُ الصحراء طائرتي، وقصري من خشبْ
إن دندن ( الموال) في الأغوار يقتلني الطـربْ
ويشدّني نايُ الحقول أذوب إن ناح القـصبْ
لكنني في الحب موصولُ العراقةِ، والنسبْ
( مجنون ليلى) في دمي و ( جميـل) مجنـون اللهـبْ
أنا والهوى جئنا، شَبَبْتُ بظله حلماً، وشبْ
هل تقبليني بعدُ؟ هل ترضين بي، شمسَ العربْ؟
أنا فيـك مجنونٌ تحيّر سير عمري واضطربْ
لما تلاقى المعجبون أمام موكبك العجبْ
قالوا: ومات اللفظُ مشنوقاً عـلى شفتي التهـبْ
هَزَّتْـكِ ثرثرةُ الـشفاه، وخاب صـمتي وانتحـبْ
وذهبتِ تقتـاتين، تغتسلين في موج الـصَّخَبْ
والصمت لو تـدرينَ.. أبلغُ من ملايـين الخطبْ