أعلم بتُنَيَّ لقِيْـتَ رُشْدَا
وبَلَغْتَ أنيّ رُمْتَ مَجدا
أنَّ الشعوب لها من التَّاريخ
مَنَطِلقٌ وَمْبدا
ماانبَتَّ عًـنْ ماضْـيه إنـسان
فافْلَحَ.. بَلْ تَرَدَّى
فافخر بني برحْلِةِ الإ
نسان في الوطن المفَدَّى
"سَبأ بْنُ يَشْجُبَ" حينما
أوصى بَنِيُهْ أصابَ رُشْدا
قال إضْرُبُوْا بجذُوْرِكُمْ
في الأرض .. أغوارا وَنَجدا
وإلى إسمها أنْتَسِبُوْا وَنِعْم
الإنْتماءُ أباً وجَدَّا
أمّا حَنوْناً يَحْتوِيْكم
صَدْرُها فردا ففرداً
فَتناغَمَتْ " سبأ وحِمْـير"
بالثّرى زَرْعاً وحصدا
وَبَنَوْا عَلَى "ذنة" العقـوم"
يُخالِسُوْنَ السِّيْلَ رِفْدا
واهاب "سمه علي ينوف"
بِشَعْبِه فأقام سدا
نادى أولي البأس الشديد
فجاءه القوم الأشدا
هذا النداء نكاد نَسْمَعُ
مِنْهُ غنية تؤدَّى
صوتْ جا منْ "سبأ" سماعْ يا اهْلَ العزايِمْ
"سبأ" لا "جبا" لا "الطود" لا" ارضى "التهـايم"
قال لما هتف: وادي "ذَنَهْ" نهر جارف
لوْ رفعْنا الصدفْ رد الفيافي مخارفْ
البدار البدار والشعب كله تِهَيَّا
وأستمع للشعار وقال مرحَبْ وِحَيا
وَالجمُوع أشْعلَتْ فوْقَ الرواسيْ مشاعل
ريَّمَتْ ريَّمَتْ تجَّمعي ياجحافِلْ
فاضْ جـيش الرجال على " ذنَهْ" سيلْ واردْ
كيفْ شمَّ الجبالْ حين تنسكبْ حشدْ واحد
يا" بلق " يا"بلق" لاعاد لا أيمنْ ولا أيْسَر
نجمعك في نسق موصول بالسَّد الاكبرْ
جينا ألا جينا
يامضيق الوادِيْ
يا" اذنه" جينا
سيلْ يا وَرَّادِ
للصوت لبَّينا
ناد سيلك نادِي
واحنا تصدِّينا
وانت كنت البادي
تمضى بوادينا
والثرى لك صادي
بالسّدّ ردّينا
جا على ميعاد
فزما وخليْنا
عنف سيلك هادي
صحبهْ تـصافيْنا
كلّنا لك فادي
ياسد وادينا
وَسْط قلْب الْـوادِي
يامطر وامطر في الجبال وغزر
والسيول تدفر والمغيث الله
ما اعظم المشهد ياحجــاب الله
يااهل وادي السد سيل.. سيل اورد
بالهبول يطرح خير ما شا الله
من "رداع" واملـح " سـيلها روَّح
بالكرم له شان والكريم الله
وانتشى " حيكان" للعطا جـذلان
رواحه مبذول والضمين الله
واقبل المأمول من "يناعم "طول
"والصَّدفْ" صارف والمعـين الله
سيل ياجارف و "العرم" واقف
يابنات ابصرين
رجالنا حمر الأعيــان
وأقرعين كل عين
عنهم صرف كل شيطان
جينا ألا جينا
يامضيق الوادي
يا أذنه جينا
سيل يا وراد
أحجرين واقبلين
فأحنا لهم طول الأزمان
الشريك باليـدين
في كل موقع وميدان
افخر ين بالرجال
رجالكن خيرة الناس
ما لهم من مثال
في قوة العزم والبأس
سِدَّوا الضفتين
بسد ميني على ساس
يروي الجنتين
من المصارف بمقياس
مرحباً مرحبا
ياخوات الرجــال
ياجمال الظّبا
في جلال النضال
يازهور الربى
في وعور الجبال
يا شذاب الجبا
في الحيود" الطيال
ياوميض الصَّبا
في شفار النصال
يامثال الإبا
والوفا والكمال
يااهل وادي سبا
عزمكم ما كبا
سيفكم مانبا
في سلام أو حـروب
ابشروا بالنبا
"سدَّ وادي سبا"
حل بين الرُّبا
طود شامخ مهيب
سجلي ياعبر
وأعلني للبشر
إن هذا الأثر
من صنيع المشعوب
واشهدي ياجبال
إن بأس الرجال
بإعتبار الكمال
في الحقيقة ضروب
من يجيد إفتراس
بكر أرضه بفاس
لاعتناق الغراس
وإحتـضان الحبـوب
كان وقت الكفـاح
ليث في كل ساح
للفرايس مناح
يفترسها غصوب
من بنى في رباه
منشآت الحياة
وانطلق للرفاه
في جميع الدروب
كان وقت الخطر
مثل سيف القدر
ضد عادي حضر
أو مخادع يلوب
من يشيد الـسدود
والطرق في النجود
والقلاع في الحيود
والمدن في
السهوب
كان في كـل حـين
بالحضارة قمين
إن مضى باليقين
لاقتحام الخطوب
ألا:خيلت بارق لمع جنح الليالي
ألا : وامطر وروَّى التَّواطي والعوالي
ألا : وامروح السيل الليل روّاح
ألا : والحكم السد واقف خلف صروح
بالله بمروح ولا بسيل
ياشعبنا
هذا البنا
ذكرى لنا
طول الزمن
عالم أشم
بين الأمم
رمز الشمم
لأهل اليمن
ألا: يامرحبا عدَّ ما السيل أقبل اعوج
ألا: جا من "رداع" أو نزل من أرض
مذحج
ألا: أوسيل: حيكان" في الوادي تهرج
ألا: أوجا"يناعم" بمروح يملأ الفج
يالله بمروح ولابسيل
ياشعبنا
طوبى لنا
بسدنا
والمصرفين
يوم المنى
قطف الجنى
من أرضنا
بالجنتين
ألا:خليت بارق..
أبنَّي: كان السد رمـ
ـزاً اللحضارة والخلود
حفظته أيدي الأقدمـ
ين وحوَطتهُ بالزنود
فمـضى عليه ألـف عا
م وهو كالطود العنيد
حتى أي زمن اختلا
ف القوم، كـاللحج اللـدود
وتسلل الدخلاء با
لإغواء والمكر الحقود
فتصدعَ الإنسان قبـ
ـل تصدع الـصرح المشيد
أبنيَّ: ما كان انهيا
ر الـسد بالخطب الـشديد
لولا انهيارات الصفو
ف وضَيْعة الـرأي الـسَّديد
"سبأ" أقضّتها مضا
جعها عـلى الـرأي البَدِيـدِ
فمضت وكان الـسيل كا
رثة على القوم الرقود
فطوى المزارع والدَّيا
رَ بمأرب طي البرْودِ
أطفالها ونساؤها
في وجه مجترف مبيد
يستصرخون ولـيس في الـمـ
ـيدان من رجل رشيد
ياحماة الديار
من ينادي عدَم
جاك سيل العرم
الدَّمار .. الدَّمار
من دمار القيم
جاك سيل العرم
إنهيار... إنهيار
بإنهيار الهمم
جاك سيل العرم
رمزكم والشعار
طاح واصبح هدم
جاك سيل العرم
أبني : طال الـدّرب با
لركب المغذ وما استراحا
ركب سرى سحرا ولا
قى الفجر واعتنق الصباحا
وارتاد للشعب الدرو
ب إلى العلا فمضى اندياحا
فبني حضارته ونا
ضل عن منارتها الرياحا
والليل حين أعاد كر
ته ومد له جناحا
مازال يُوْسعُه ظلا
ما وهو يوسعه كفاحا
واستشرف الفجر الجديـ
ـد بأرض" يثرب" حين لاحا
ودعاهُ للإيـمان دا
ع فاستجاب وما أشاحا
حمل اليمانيون في"
إعلاء رايته السلاحا
ومضوا به شرقا وغر
باً يُمعنون به افتتاحا
وأتى ولاةٌ أو سَعُوْ
ه بأرضٍهِ ظْلماً صراحا
من بعد عهد الراشديـ
ـن رأى امتهانا واطراحا
وأتى الأئَّمةُ وهو مو
هون ومنهوكٌ جراحا
فغدا وقود مطامع
بشراً وتاريخاً وساحا
كلّ به يبغي الوصو
ل ولا يريد لهُ صلاحا
الظلامْ الظـلامْ
حلْ طـاغيْ لعـين
والطغام الطغام
والعذابَ المهـينْ
والإمام الإمام
والضلال المبـين
أعصفي يارياحْ
واغضبي ياجراحْ
وابشري بالصباح
نجم " وضَّاحْ" لاح
ياساري الليل يا" وضاح"
و"ضاح" ياساري الليلهْ
لا بد لليل ما ينزاح
مهما تراخت سرابِيِلهْ
الليل يا " وضاح"
قد غلق أبوابهْ
وضيَّع المفتاح
وسر بل أثوابهْ
وارسل عليك أشباحْ
بالدجل صخّابهْ
حافظ على المصباح
في ريحْ هبَّابهْ
والليلْ مهما ارتاحْ
وطمَّن اصحابهْ
لا بدّ ما ينزاح
وينقض أطنابهْ
ياساري الليل يا "وضاح"
و "ضاح " ياساري الليلهْ
أبنيَّ:وحشُ الليل أطبـ
ـق، ألف عام، بل وأربى
مستنقع الديجور صبَّ
الوحلَ في الآفاق صبّا
حتى لقد ظُنَّ الصّبـ
اح قضى بقعر الليـل نحبا
والله.. إلا أن يتمـ
ـمَ نورهُ في الأرض يأبا
"وضاح" و" المصباح " يخـ
ـترقان جوفَ الليـل غصبا
إن أبهمت دبَّا وإن
سنحت كومض الـبرق خبا
واستفحل الليل الطويـ
ـل وأفعم الأرجاء رغبا
وإثمة السوء ارتضـ
ـوهُ لهم صديقاً مستحبا
في ظلّه لحبوا طريـ
ـقهمُ لسحق الـشعب لحبا
قتلاً وإذلالاً وتنـ
ـكيلاً وتشريداً ونهبا
حقداً يروعُكَ مابدا
منه ويفزعك المخبا
لم يحملوا للأرض عا
طفةً ولا للشعب حبا
أبنَّي: لـيس كسحق إنسـ
ـانيةِ الإنسان ذنبا
سُحقاً هم كانوا لهـ
ـذا الــشعب أعداء وتبا
لكنه شعبٌ على
أغلال آسره تأبَّى
في فجر" أيلول" استفا
ق، ونحو غايته أشرابَّا
وانقض طوفانا وعا
صفةّ وسيلا متلتبّا
دكّ العروش وكبَّ أهـ
ـل الظلم للأذقان كبَّا
"وضاح " لما الظلام أبْهَمْ
عليهْ من سايِر أقطاره
بحُبّ "رَوْضَة" هتف واقسم
ماتنْطِفي شُعْلَةِ إصراره
ورغم صندوقه المحكم
سرى وسارت به أفكاره
طليعة الشعب تِتْقّدمْ
والليل يستنفرَ أوكاره
والشعب زكى الخطى بالـدم
قربان للفجر وانواره
"وضاح" و" المصباح"
يجتاز مضماره
والشعب بالارواح
قد عمد اصراره
ضحى وغطى السَّاحْ
بخيرة احراره
واليوم فجره لاح
وفَجَّرْ أنواره
أبني : بورك جـيلكم
جـيلا عن الأطواق شـبا
وعلى هدى أهداف ثور
ته، ومنهجها، تربى
"أيلول" أورده على
نبع الضياء فعَبّ عبّا
وعلى الشموس ترعرعت
جناته الغناء غلبا
ورأى مسيرته تشـ
ـقُّ طريقها في الـصخر غصبا
ورأى بقايا الدجل وهْـ
ـي تناصب الأقدار حربا
فتذيقها حتمية التـ
ـاريخ إذلالا ورعبا
القيد حُطم والمجا
ل امتد للآمال رحبا
والركب سار يذبُّ عن
آماله في العزِّ ذبّا
ولكل ركب حظّه
في الدرب إيجابا وسلبا
ودعا" عليَّاً" عند منـ
ـعطفٍ يكابدُه فهبَّا
شعب بقائده أها
ب وقائد للشعب لبّى
ومضى به قدما على اسـ
ـم الله لا يألوه حَدْبا
وبوحدة الهدف العظيـ
م توحداً ودماً وقلباً
جاء" الفتى السبئيُّ " يا
ركبُ انطلق في الـدرب وثبا
والصبح أبلج والزما
مُ يكف صاحبه استتبا
في كل ريع آية
تبنى وللأجيال تحبى
الله لا يختار إلـ
امن أحبَّ لما أحبا
فجر الـيمن في الـسما يـسطع
والليل وأهله طوى استاره
في أرضنا للضيا منبع
عميق ما تعرف أغواره
من سالف الدهر ما ينشع
فيضه ولا تنزف أنواره
ماليل إلا وله مصرع
على يده ينسف أسواره
كم ليل مثل الغراب أسفع
على سمانا بنى أوكاره
وسدَّ عن شمسنا المطلع
وفي الهلال أنشب اظفاره
واعور عيون النجوم أجمع
نقر ضياها بمنقاره
وظنها بقعته وازمع
يقيم ويلقي عصا اسفاره
لكن وياخيبة المطمع
ما اشدَّ ماخابت افكاره
نبع الضيا الخالـد الأروع
في أرضنا مار موَّاره
وارسل جيوش الـضَّيا تـسطع
عبر السماوات جراره
قالت بصرح الظـلام أقلع
وحطمت ساير اسواره
واليوم يادربنا أتوسع
مواكب الشعب هداره
وقايد الركب في الموقع
يجتاز بالركب مضماره
سر يا" علي" فالشراع اقلـع
والبحر يدري ببحَّاره
وانت رَّبانه الاشجع
في قلب موجه وتياره
حميت كل الرموز اجمع
حماية الصقر مِطياره
الحدّ والسد والمنبع
والبن والبند والشاره
رموز من صانها طوع
صحايف المجـد لاخبـاره
وصوتك الصادق الأنصع
نادى بعزمه وإصراره
"لابد للسد "مـايرجع"
والوعد كالرعد وامطاره
والشعب لبَّى نداك أجمع
وهب من ساير أقطاره
يبني بفن البنا الأبدع
على أهازيج معماره
جينا ألا جينا
يامسيل الوادي
يا أذنه جينا
سيل ياورَّاد
جينا ألا جينا وأنت تشهد
يارب قوينا نبني السد
عليك صلينا يا
محمد صلاه تنجينا يا
يا محمد
ياسد وادينا يا
مخلد جينا ولبينا داعي
داعي الجد
صلاة وصلينا يامحمد
عليك صلينا يامحمد
نبني صروح السد اتسع ياأذنه
جينا على موعد يامسايل أذنه
إهزوجة المجمع
جرافِه
ورزفة الموقع
فرافه
وقصفة المرفع
نسافه
والرافعة ترفع
خطافه
والطايره تطلع
طوافه
عليك الصلاة
يا محمد
ذنة" بالمياه
كلما أورد
سيله من ذراه
سال وازبد
جا من أرض "ثاة"
أو من أبعد
تجبَّر وتاه
حَنّ وارعد
وداعي الحياه
قد تجدَّد
لموعد لقاه
يوم حدد
لبينا نداه
ساعة الجد
نعلي بناه
محكم السَّد
إذا اليوم جاه
مروح اربد
ضمه واحتواه
شامخ اصيد
عليك الصلاه
يا محمد
مرحبا مرحبا
كلما جا النبا
إنّ وادي سبا
سال بين الربَّا
يا معين يا معين
سال سيل العرم
والعرم محكتم
مستلم محتزم
بالجبال احتبـى
يا معين يا معين
كل راوح زغف
التقاه والتقف
من صدف لا صدف
مثل لعبة "جَبا"
يا معين يا معين
يا غروس ياغروس
في العوالي تنوس
احفظي للشموس
لونها المذهبا
يا معين يا معين
وأنت يالجنتين
امنحيني باليدين
بعد مقضى ودين
ريع وِلاّ جَبا
يا معين يا معين
واشربي من غدق
بين ركني (بلق)
واصبغي بالشفق
زرع نامي ربا
يا معين يا معين
عاد عبر السنين
صرح شامخ متـين
يبهر العالمين
(سد وادي سبأ)
يا معين يا معين
يارفقة السد اسعد الله المسا
يا اهل المفاخر والنفوس العالية
من سفح حيـد احيَدْ عـلى شامخ رسا
جينا بتحقيق الظفر، والعافيه
كان الجبل شامخ بأنفه يعتصر
في تيه متكبر عزيز الناصيه
ما يحسب ان احنا عليه باننتصر
واحنا مذلين الرقـاب العاصـيه
"بلق" تحدانا وفي سفحه أثر
لاجدادنا يشهد بهمه ساميه
قمنا عقدنا الشور والرأي استقر
إن الجبل عنده كنوز متعاميـه
وادي " ذنه" دونه إذا روح دفر
بالسيل يتعافج بهمة زاجيه
شب النفير بالشعب والقائد أمر
بالزحف فأعلنـا عليه الغازيه
وان المفارس والمجارف والزبر
عند الجبل تنزل بضربه قاضـيه
والسد عاد اشيح محوط بالعبر
والتفت الجنات حوله ثانيه
يهنا" بلق" يهناه لاصوع نشر
ذيله بثوب اخضر جميـل الحاشيه
يهنا الرئيس القائد الإبن الأبر
مجدد أمجاد القرون الخاليه
وأخوه" زايد" عدد ما الـسيل استقر
في السد من وديانه المتراميه
والحمد الله الذي ساوى البشر
لا سـيد إلا الله للإنسانيه