جُمعه وَرَا جُمعه وعيد وَرَا عيد
يا قريتي ... كَمْ أكره المواعيد
وكم ضجر قلبي من الأناشيدْ
العيدْ وصلْ
مَا هَلْش مَعي غدا العيدْ
واَحْباَبْ قلْبي كُلُهم مَطَاريدْ
والخُبزْ والسَمْن المليح والغْيد
عند سَارِق الرُمّان والعَنَاقيد
***
يا قريتي
صيحي بصَوت عَاليِ
قَيمي الرُقود بالسِفْل والعَوالي
وخبّريهم موجرى لحالي ...
ثوري هِلِك
وضَيعَّوا نبالي
وأمي تَموت
دَلَى ... دَلَى ... قُبَالي
وتَلْعن الأيام والليالي
***
يا قرْيتَي مَعْذور مِنْ تِغَّربْ
وصَاح بالصوت الكبير وطرَّب
ما يَهجُركْ
إلاَّ وقَدْ تِعذّب
وقَدْ عَرَف إنْ الفرِاق أقْرَبْ
والعيشة بالدارْ الخرابْ أتَعب
والصَبْر قَدْ شوّى الفؤادْ
وشيّب
والعسْق هَدْ بيت الدَجَاجْ وخَرَّب
***
يا قريتي لو تَسمَعي كلامي
با تعرفي ما بِي ومَو مَرَامي
أهيم مكْسور الجنَاح ظامي
أتعشي جُوعي واصطبح غَرامي
والسل والطَاعُون في عِظامِي
والجُرْح بالشقْ اليسير دَامي..
بحَولنِا يا قَريتي حَرَامي
وجهه شُفيِق وبَاطِنه إمَامي
أحرمني مِن قوتي وَمِن مَنَامي
واصَحَابَنا يُعَطِّفوا سمامي
***
يا قريتي
ما أسخف المفارع
بَيْن الرُبَاحْ وجربته تنازع
وحَالنا مثل الذي يُشارع
يُطّلب المرْبَط والعنز ضَائِع
تفاقدي يا قَرْيَتي المرافِع
حمّي الطُبُول ودَوِّري المقارع
العُمر زلَج طِلفاس بالشَوارع
والسُم بين الدروف جازع
والذئب سامر بالدرج وطَالِع
***
يا قريتي عاد الكثير بَاكِر
وعَادْ من خَلف الجبال مناكر
تُبّكي الجُلوس وتفجع المسافِر
وتَذبَح الأشجانْ
والحنَاجِر
لَو تَعْرِفي ياقريتي المقابر
ومِنْ علَى سوم الكريف سامر
با تجلسي طُول الزمَان
ساهِر .