يا إخوتي
أريدكم أن تسمعوا قصيدىتي
لأنّها قصتكم وقصتي
لأنها تعيش في كفاحكم
تجيش في سلاحكم
ألفاظها الرصاص من ثورتكم وثورتي
لأنها أنتم .. على نار فلسطين التي
تعمّق الجراح .. ما أعمقها في أمتي!
ياإخوتي الفارس المدحور مازال على انكفائه
يصقل سيفاً عنتري
قد صدأت فلوله.. في كهف عصر جاهلي
ويكنس الغبار في محراب عصر نبوي
ويرتدي عباءة من صنع عصر أموي
ويحرس الآثار في متحف عصر ذهبي
وواقعي.. واقعكم يا اخوتي
تثير فيه عارماً من الألم
دويلةٌ مزعومة–قيل لنا–بلاذمم
لكنها
تزلزل الدنيا على مشارف القمم
وفوق أعلى ناطح لهيئة الأمم
نصالها تمزّق "القرار" والقيم
و تمتطي تحدِّيَ النجوم في شمم
وتنحر القدس على مواطئ القدم!!
والفارس المدحور مازال على انكفائه
يرمم القدم
في الكهف...
في المحراب...
في المتحف..
في العدم...
في بؤرةٍ مغلقةٍ.. قد لبّدته بالصمم!
الفارس المدحور.. لن يبقى..
إذن.. يموت...
يحمله الشتاء عرياناً.. بلا تابوت!.
الفارس المدحور.. مات
الفارس المدحور.. مات مَوْتَتَهْ
وعافت الضباع.. والكلاب جِيفَتَهْ
وَهَزئت به الرياح وهي تروي قِصّتَهْ
فالصدأ العضال دقّ سيفَه وَفَتَّتَهْ
وابتلع الغبار في محرابِه مِكْنَسَتَهْ
واستفت الجرذان من رماده عِباءَتَهْ
واقتلع الطوفان من محرابه بَوّابَتَهْ
ودفن التاريخُ في مزبلةٍ جنازَتَهْ.!
الفارس المدحور.. مات
الفارس الموهوم.. مات
فهبت الحياة
تهزّ في قبائنا نسائم الضياء
تشقّ جبهةَ الجفافِ بالربيع والرواءْ
تجيش في البروقِ... والرعودِ.. والأنواءْ
تحمل من يافا لنا
زيتونةً صغيره
زيتونةً من زرعنا
ريانةً.. نضيره
تضيء في بسمِتها الشّيّقةِ المثيره
آمال!نا الكبيره...
كرومنا... ديارنا.. تاريخنا الجديد
أطفالنا على شعاع فجرنا الوليد
كفاحنا الموتور في ثورتنا الملتهبه
إصرارنا لنستعيد أرضنا المغتصبه
... فاندفع النضال.. والعناد.. والفداء
من خندق لخندق يهدر شلاّلَ دماء
فلم تعُد آمالنا تحيا على الهباتْ
ولم تعد خيامُنا في عرضِنا عاهاتْ
ولم يعد يصرعنا أفيونُنا والقاتْ
فالفارس المدحور.. ماتْ
وانتفضت رياحُنا في رئةِ الحياةْ..!