ما للغزالةِ للحياةِ تَوّدعُ
صفراء في كفن المغيب تُشّيعُ
أمَسْت تَخبّط كالغريقَ بلُجَّة
يبغي النجاة ونفسهُ تَتقطّعُ
ومضَتْ عروسُ الكونِ وهي غريبةٌ
نحو الحمام فهل تُراها تَرجِعُ
غابَتْ فألبَـستِ الـسَّماء غُلالةً
حمرا فأظلمت الجهات الأربعُ
حتى إذا انفلق الـصَّبَاحُ بدتْ لنا
حسناءُ من شرُفاتِها تتطلّعُ
تَختالُ في حُلَل الجلالِ كأنّها
بلقَيُس تستهوي النفوس فتخضعُ
أذكاءُ ضُمّيني اليك فإنني
ثملٌ بُحّبك يا " غزالة" مُولَعُ
فتضاحكت في افقها وتمايلتْ
نحو الغروب كانّها لا تسمعُ
فرجَعْتُ أدراجـي حزيناً وباكياً
وعن الصَّبابةِ والجوى لا أقْلِعُ