الراحِلين بِالخلِّ عَنّي في سحر
راحوا وَخَلَّوني مُعاني للسهر
وَأَمسَيت أَقول لِلنجم حين نامَ السمر
أَشكي عَليك يا نجم راحوا بِالقَمَر
أَشكي عَلَيك يا نجم راحوا بِالهِلال
راحوا بِريم الحيّ راحوا بِالغَزال
راحوا بِمَعسول المَعاني وَالدلال
راحوا سَحر وَأَنا أُنادي في السّحر
يا راحِلين لي بعدكم مَدمَع سفوح
أَشتاقكم وَأُجاوبَ الورقا الدَّوح
إِذا بَكَت أَبكي وَإِن ناحَت أَنوح
وَأَلزَم عَلى قَلبي وَأتبَعهم نظر
يا راحِلين رقُّوا لِقَلبي واِرحَموا
وعرسوا بِاللَّه تَعودوا تَسلموا
حَتّى أوَصِّيكم أَمانه سَلِّموا
عَلى غَزال الحي مَكحول الحَوَر
يا راحِلين بالخل مَيّاس القَوام
رُحتُم بِجافي ما وَفى لي بِالذِّمام
راح لَم يُوَدِّعني وَلا رَدّ السلام
وَلا رَسول جاني وَلا جاني خَبَر
آح مِن حَبيبي واعذابي حين راح
راحوا بِحُبي كَيف أَحتال آح آح
راحوا وَنادوا بِالرَّحيل قَبلَ الصَّباح
وَقلت أَنا شاصبر وَقَلبي ما صَبَر
يا راحِلين رحتم ولي فيكم شَجَن
عَن ساجِي الأَعيان كالظَّبي الأَغَنّ
أَمسَيتُ باكي العَين بَعدِه ممتحَن
هَذا مُقَدَّر لي فَما أَصنَع بِالقَدَر
أَمانتك بِاللَّه وَأَفوج وأهبوب
أَمانتك سلِّم عَلى الظَّبي اللَّعوب
قل ما لقلبه ما رحم مثل القُلوب
لَو كانَ يرحمني لودّع حين عبر