طلعتْ بدريةٌ بين الحسانْ
بعيون سود
فتكتْ في القلب طعناً بسنانْ
لحظِها المحدود
كنتُ يا قلبي من العشق مصانْ
من لظى الأخدود
فاتقيها بدموع العاشقين
واصطحب الباكين
حرّقت في الغيل أكباد الحدور
كلهم مهيوش
لو مشتْ يوما وظلّتْ في الحَرُور
أذعن المطنوش
والقريشي أسرتْ فيه الذكور
من بني الشاؤوش
جلّ من أنشَأ من ماءٍ مهين
حُوْرِيَات عِيْن
أدريتم كيف ذا الظبي سبى
ذئبَ أهل البان؟
وأتى حيط الجبـيلي فاختبى
غُصْن في الأغصان
فتجلّى بعدها ظبي الخِبا
وأتى سفيان
فَتَنَ السادةَ فيها أجمعين
دخلوا في الدِّين
غنِّ يا هادي نشيدَ أهل الوطنْ
غنِّ صوت الدان
ما علينا من غنا صنعا اليمنْ
غُصْن من عقيان
مرحبا بالهاشمي يجلي الشجنْ
يُذهب الأحزان
ومن البستان طيب الياسمينْ
صاحب النسرين
غَرَسَتْ لِحْسان في الوادي الـصغيرْ
جنةً فردوس
وبَنَتْ بين الجناحَيْنِ نضيرْ
حوطةً محروس
ورياضاً في الهوى منها عبيرْ
بَنّةِ الأبنوس
اسكنوها بسلام آمنين
في حمى شيرين
ملك كالبدر بل هذا أجلْ
أصله من نور
كاد يفنينا الهوى لولا الأملْ
في وصال الحور
فشّلت سحر النفيلي والحيلْ
سجدت طهرور
ما الذي نَعْمَلُ قُلْ للذاكرين
في الحشا سِجّين
كاتبوها فوق طيّات النسيم
بغصون القات
ذلّ في الريفِ لها عبدالكريم
أمرها هيهات
أسْعَرَتْ في القلب تيّار الجحيم
بهوا حُقّات
خمرةٌ تُجْلِي هموم الشاربين
فاسألِ الساقين
حَكَمَتْ والخيل في الصفّ مئين
داخل المَجراد
وتذلّلْ لهوى الهَيْفَا لِينين
باشْ بتروغراد
لم يـلاق ولِهْلِم منها مُعِين
فاستوى كمراد
وصف الطان قواها وطنـين
قلتُ نا آمنين
غادةٌ سارت عل سطح البحار
ربّةُ الأسطولْ
عَلَمٌ في رأسه نور ونار
حولها والطّولْ
تلك ليلى ومزاحم بالجفار
ذاك فصل القولْ
وسلوا عنها الرجال العالمين
واعذروا المسكين